مشايخ السُّنَّة ونَشْر الخُرافَة : المَهْدِي نَمُوذَجاً ..

قال العَلَّامَة محمد الطَّاهِر ابن عاشُور في رَدِّه على مَنْ يُرَوِّج لخُرافة المَهْدِيّ:
«وإذا تَقَصَّينا أقوال المُثْبِتِين للمَهْدِيّ وَجَدْناها ترجع إلى مذهبين:
أحدهما وهو الأشهر، مذهب الإماميَّة يقول: بأن المهدي الذي يخرج في آخر الزمان هو موجود مِنْ قَبْل وهو مُخْتَفٍ، وهذا المذهب قد تصدّى أصحابنا إلى رَدِّه بما لَخَّصَه النَّسَفِيّ في عقيدة أهل السنة؛ إذ قال: "ثم ينبغي أن يكون الإمامُ ظاهراً لا مُخْتَفياً ولا مُنتظَراً". قال التفتازاني في شرحه: "وأنت خبير بأن اختفاء الإمام يساوي عدمه في عدم حصول الأغراض المطلوبة من وجود الإمام، وأن خوفه من الأعداء لا يوجب الاختفاء بحيث لا يوجد منه إلا الاسم، بل غاية الأمر أن يوجب إخفاء دعوى الإمامة كما كان آباؤه الذين كانوا ظاهرين في الناس ولا يدعون الإمامة" ا. هـ .
المذهب الثاني مذهب القائلين بخروج المهدي آخر الزمان من غير دعوى أنه موجودٌ الآن ولا أنه مُخْتَفٍ، وهذا قد قال به بعضُ أهل السُّنَّة وبعضُ الصوفيَّة استناداً للآثار المرويّة دون تمحيص؛ وذلك مما لصق بهم من أقوال الرّافِضَة والإماميّة حين اختلط العِلْم، وليس اعتقادهم ذلك بشيءٍ عظيم إذ رضوه لأنفسهم، فإن اعتقاد مجيئه واعتقاد عدم مجيئه سواء.
فإنْ قالَ قائل: يترتب على تحقيق أمره عملٌ إسلاميّ وهو وجوب اتباعه عند ظهوره..
قُلْت: لهذه النزعة اختلف المُختلِفون وهم في غَفْلَتِهِم يَعْمَهُون؛ فإن سِمَاتِ الإمام الذي يجب اتباعه لا يَتَوَسَّمُها المُتَوَسِّمُون بملامح وجهه ولا باسمه واسم أبيه، ولا بخفق أعلامه ولا بأفق ظهوره؛ فإن جميع ذلك يُمكِنُ تَلْبِيسُه وادّعاؤه باطلاً كما وَقَعَ غير مَرَّة.
إن اللهَ بَيَّنَ لعلماء الأمة أحكام المِلَّة بالقواعد والشروط، فأغنى عن وَضْعِ الملامح والرموز، فإمامُ العَدْلِ الذي تجبُ طاعته والدخول في حزبه وأنصاره، وهو الذي استكمل شروط الإمامة والقدرة على حماية البيضة في وقت الحاجة إلى ذلك، فتجتمع على أهليته الأمة ويأمن الناس أن تصيبهم من خروجه فتنة، فإن هو كان كما شرطت الشريعة البيضاء النقية فهو في غنى عن الأخبار الملفقة والرموز الجبرية، وإلا فخيرٌ له أن يختبئ في جُحْرِه كالخنفساء في الشتاء، وأن يستزيد على ما أحضر له من عسل وماء، فلا يزال عاكفاً على مزج واحتساء إلى أن يفعل الله به ما يشاء».
ثُمَّ قال:
«كيف نشأ القول بالمَهْدِي المُنْتَظَر؟
نَبَتَتْ قِصّة المهدي مِنْ عصف هشيم قصة الإمام المُنْتَظَر عند الشيعة، وأصل ذلك كله أنّ شِيعة الهاشميّين لما أَخفَقوا في دعوتهم بعد تنازل سيدنا الحسن، ثم بعد مقتل سيدنا الحسين وبعد استتباب الأمر لبني أميّة، وعَلِمُوا أن قوة العرب أصبحت مع بني أميّة لأسباب جَمَّة ليس هذا محل بسطها، وأَيِسُوا من نوال المقصود بالعصبية العربية، تَفَرَّقوا في البلاد على حنق وغيظ، ودَبَّرُوا لنجاح دعوتهم بالسعي إليها من ناحية التأثير الديني وبالسعي إلى تكوين عصبية عجمية، وقد عَلِموا أن المسلمين كلهم من عرب وعجم لم يزالوا بإيمان صحيح وتعلق بدينهم. وشأنُ أهل الدعوات السياسية أن يتوسَّلوا لترويج أعمالهم بين العامَّة بالوسائل الاعتقادية لِعِلْمِهِم بأنَّ عقولَ العامَّة تقصر عن إدراك الأدلة العقلية وعن توسم عواقب الأمور، ويتوسَّلوا تلقيهم الأشياء المنسوبة إلى الدين بمزيد الاعتبار من دون تَأمُّل ولا إقامة بُرهان، لثقتهم بأنَّ ما يَجيء في الدين هو أمر مقطوع بِصِدْقِه سواء اطلعنا على دليله أو لم نطلع، فأصحابُ الدعوة يُسَرِّبُون دعوتَهم للعمومِ من مساربِ الاعتقاد الديني، وإنما تظهر مقدرةُ الدعاة في تمويه دعوتهم بطلاء الأمور الدينية حتى لا يشكّ العمومُ في أنَّ ما يدعونهم إليه هو مِنَ الدِّين، ولا حَظَّ فيه لنفوسِ طالِبيه، ويُعزِّزُون ذلك بما يَختلِقونه منسوباً إلى إثارة عِلْمِ الأوَّلين المُنبئة بأنَّ عاقبة الظَّفَر والنجاح والنصر تكون لهم حتى يكونوا في سعيهم على قوة أقل مِنَ النجاح، فيحصل لهم اليقين بأنهم قد نجحوا في العاجلة والآجلة، وقد يَجمعُ الدعاةُ في الصيغة الواحدة بين الأمرين فينتحلون أخباراً معزوّة للرسول ﷺ على أنها مما أَخْبَرَ عنه الرسولُ مِنْ عِلْمِ الغيب المقطوع بوقوعه، فيحصل بذلك أثران في مؤثر واحد، ومن شأنهم فيما يصنعونه من الأخبار أنْ يَدُسُّوا فيها ذِكْر أَمَارَات تُناسِب زمانَهم أو حالَهم أو أنسابَهم أو مواطنَهم أو اسمَ أَحَدٍ مِنْ أئمتهم، ليتبيّن كونهم المقصود من ذلك الخَبَر، فإنْ أعوزَهم ذلك لَقَّبُوا بعض دعاتهم بألقاب تواطئ ما سَبَقَ من الأخبار…».
كِتَاب (تحقيقات وأَنْظار في القرآن والسُّنَّة)، صفحة 52-52-53، تأليف: محمد الطَّاهِر ابن عاشُور، صَدَرَ عن دار سُحْنُون بتونس ودار السّلام بالقاهرة، الطبعة الثانية 2008م.
من جدار الأخ السني #الأموي الأستاذ الفاضل أنس غنام
#المنظومة_الفكرية_السنية #الوعي_السياسي
الدكتور أحمد جمعة
الكاتب : الدكتور أحمد جمعة
برنامج مجلس الطائفة السُنّية في سورية أولوية في الوظائف الحكومية وراتب بطالة لكل أسرة وقطعة أرض ولوح طاقة شمسية وفوقها حبة مسك. ليش؟ هيك أنا طائفي! في سوريا المتجددة ستكون الأولوية تنفيذ مشروع تنمية مستدامة: 1. حل الجيش والأمن وتوزيع السلاح على الطائفة باشراف وتدريب ضباط البلديات، في الإسلام كل الشعب جيش يوفر 75% ميزانية 2 . تعليم جامعي إلزامي، ضمان صحي، سكن للشباب، ماء كهرباء انترنت مجاني 3 . ميزانية مستقلة لكل البلديات، وسائل إعلام، مشيخة الإسلام في الشام 4. ضرائب 0 جمارك 0 بنوك 0 ادفع الزكاة في البلدية تعيش بكرامة وحرية 5. أجر ساعة العمل كحد أدنى 10$ في كافة القطاعات، أمومة النساء سنتين 6. قطع دابر الفساد وأموال "هوامير البلد" لتمويل فرص عمل في البلديات! 7. سلام مع كل دول الجوار سورية منطقة حرة ضمان استقرار يجلب الاستثمار 8. تحفيز استخدام طاقة شمسية شراء فائض كهرباء تعريفة خضراء 0.1$/kWh 9. برمجة وأتمتة قطاع الزراعة ودعم المزارعين = الأمن الغذائي الذاتي 10. مكافحة إرهاب الأقليات الطائفية وتجريم من ينكر المحرقة السنية. خادم الطائفة السُنّية في سورية الدكتور أحمد جمعة
تعليقات