آلاف الثوار السوريين يخططون لنقل معركة القلمون إلى البقاع
لندن - كتب حميد غريافي: 24/10/2013
أكد أحد قادة أحزاب المعارضة السورية في مدينة حمص, أنه في حال اندلاع "معركة القلمون" السورية المحاذية لحدود لبنان الشمالية والبقاعية, "فإن الآلاف من مقاتلي الجيش السوري الحر والاجنحة الاسلامية المتطرفة بقيادة "جبهة النصرة" القريبة جداً من تنظيم "القاعدة", سينقلون تلك المعركة إلى البقاع الشمالي وخصوصا الى الهرمل وبعلبك وصولا الى البقاع الاوسط, لملاحقة عصابات حزب الله في عقر دارهم, ما من شأنه ان يؤدي الى قيام مقاتلات ومروحيات هليكوبتر تابعة لنظام الأسد باختراق الاجواء اللبنانية لضرب قوى المعارضة السورية المسلحة تخفيفا عن حزب الله, ومن ثم تقدم لبنان بشكوى عاجلة الى مجلس الامن الدولي للتدخل لمنع غزو الاسد اراضي لبنان واجواءه مرة اخرى بعد غزوة والده له العام ,1976 اضافة الى امكانية كبيرة في تصدي الجيش اللبناني للاعتداءات السورية الجوية المرشحة لأن تترافق مع اعتداءات برية بالدبابات والصواريخ والمدفعية الثقيلة على لبنان, بعد اختراق حدوده من أماكن عدة على طول سلسلة الجبال الشرقية اللبنانية الفاصلة بين سورية ولبنان وتوقع تدخل عسكري غربي محدود لحماية اجواء لبنان وضرب قواعد صواريخ "حزب الله" والقوات الجوية السورية المعتدية, ما من شأن ذلك وضع لبنان في حالة حرب مع سورية قد تتوسع باتجاه حزب الله اذا وقف الى جانب الجيش السوري ضد لبنان كما هو متوقع".
وكشف رئيس "حزب الوطنيين الاحرار السوريين" الدكتور احمد جمعة من مقر اقامته في القاهرة ل¯"السياسة", أمس, عن أن " 5 آلاف مقاتل من الجيش الحر وعدداً مماثلا من مقاتلي التيارات السلفية, اتخذوا مواقعهم في منطقة القلمون, أي في أكثر من 45 بلدة وقرية ومدينة تمتد من درعا الى ريف دمشق مروراً بالقرى الشيعية الخمس عشرة اللبنانية المتداخلة مع الأراضي السورية, فيما عبرت مجموعات من هذه القوى الثورية الحدود السورية الى بلدات سنية في عكار ومناطق محاذية اخرى, كما اعلنت وحدات مقاتلة لبنانية سنية في طرابلس والضنية وعكار ومناطق سنية اخرى هي خليط من المعارضة اللبنانية وجماعات تابعة للفصائل السلفية استعدادها للزج بنحو 8 آلاف مقاتل في معركة القلمون, لتطويق حزب الله والجيش السوري من الغرب, يقينا من الجميع ان معركة القلمون - اذا وقعت فعلا - ستكون المرحلة الاخيرة من نجاح الثورة التي ستمهد لاحتلال العاصمة دمشق وملاحقة قادة النظام وكبار ضباطه وأجهزة أمنه".
وأشار جمعة إلى أن الولايات المتحدة ودولا في حلف شمال الاطلسي, في مقدمها فرنسا وبريطانيا وتركيا, "حذرت نظام الأسد بوسائل مباشرة من مغبة تفجير معركة القلمون واستخدام الطيران الحربي والصواريخ الأكثر فتكا والمدفعية الثقيلة ضد سكان نحو 50 بلدة ومدينة في تلك المنطقة الشاسعة الممتدة من مرتفعات الجبال اللبنانية المشرفة على بلدة عرسال السنية اللبنانية في البقاع وصولاً إلى أقصى غرب محافظة حمص, أو ضد الأراضي والبلدات والسكان اللبنانيين في قرى البقاعين الشمالي والاوسط وخصوصا بلدتي عرسال والقاع ومطار رياق العسكري, فيما جرى تحذير الفصائل الفلسطينية المنتشرة في الساحل اللبناني الجنوبي في منطقة الناعمة وضواحيها والبقاع الاوسط في بلدتي قوسايا ورعيت في المرتفعات الجبلية وصولا الى السهل البقاعي في منطقة مشمش التي لا تبعد أكثر من 4 كيلومترات عن مطار رياق العسكري وثكنة الجيش الكبيرة وثكنة أبلح الاكبر في البقاع, من التدخل الى جانب حزب الله تحت طائلة تدمير موقعي الناعمة وقوسايا التابعين للجبهة الشعبية - القيادة العامة برئاسة احمد جبريل, وأجنحة سورية اخرى من مخلفات الجيش والاستخبارات السورية المنهارة".
ونقل جمعة عن أوساط حزبية شيعية لبنانية معارضة لإيران وسورية في بيروت تأكيدها ان حزب الله "غير قادر على المشاركة بمعركة القلمون بأكثر من 6 أو 7 آلاف مقاتل, والأكثر ترجيحاً انه غير قادر على إرسال أكثر من خمسة آلاف لأن كل ما يملكه من مقاتلين داخل سورية ولبنان لا يتعدى العشرين ألف مقاتل موزعين ومشتتين على جبهات عدة".
وأكدت الأوساط أن إيران في وضعها الجديد التفاوضي المنفتح على واشنطن ولندن وقريباً على دول اخرى في حلف شمال الاطلسي والدول الخليجية العربية, لن تنسف كل هذه الجسور التي بنتها بشق النفس مع الغرب والعرب أخيراً, بإرسال آلاف المقاتلين من "الحرس الثوري" الى لبنان عبر العراق والحدود اللبنانية الجوية والبرية والبحرية كما يروج "حزب الله" و"حركة أمل".
وقالت الاوساط ان 1600 مقاتل ايراني من "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري "غادروا سورية بعيد الغاء الرئيس الاميركي باراك اوباما خطة ضربها, تدليلاً على "حسن نوايا" الرئيس الجديد حسن روحاني الذي أحدث خلطا كبيراً للاوراق الايرانية, كما ابلغ بريطانيا واميركا انه مقبل على سحب نصف المقاتلين الايرانيين تقريبا من سورية بعد انعقاد مؤتمر "جنيف - 2".