وفي يوم ١٧ / ٧ طرحت الولايات المتحدة وتركيا ودول عربية مبادرة أدت لوقف التدخل الإسرائيلي، وتوقيع اتفاق بين الحكومة السورية ووجهاء ورجال دين من السويداء ينص على الاندماج الكامل للسويداء في سورية ومؤسسات الدولة السورية، وانسحاب الجيش من مدينة السويداء، وحلول فصائل محلية محله.
تبع انسحاب الجيش السوري ارتكاب فصيل الهجري جرائم مروعة بحق مدنيين من العشائر العربية السنية من أبناء السويداء (وفق ما أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان)، وشملت خاصة جرائم تهجير قسري للعشائر العربية السنية (وفق ما أكدت الأمم المتحدة).
فردت العشائر بتوجيه نداء استغاثة لجميع العشائر العربية، ولبى النداء في سورية خمسون ألف مسلح (وفق صحيفة الشرق الأوسط اللندينة)، واجتاحت العشائر يوم ١٨ / ٧ مساحات من محافظة السويداء، وطوقت مدينة السويداء.
أسفرت هذه الأحداث المتسارعة، وهي أول مواجهة بين العهد السوري الجديد والمكون الدرزي، وخاصة تيار الهجري، عن :
١- انكشاف حدود قوة فصائل السويداء، ففي أول مواجهة عسكرية حقيقية تخوضها، تم دخول الجيش والأمن السوري إلى السويداء بسرعة (نصف يوم)، وبسهولة ملفتة، وبخسائر بسيطة، وبدون معارك حقيقية.
وقبل التدخل الإسرائيلي كانت فصائل السويداء تندحر ثم تندحر، ولم تتقدم ولا مرة واحدة. وكانت بحاجة لإنقاذ سريع من إسرائيل، فيوم آخر من المواجهات مع الجيش والأمن السوري، ربما كان كافيا لإخراجها من كل الأراضي السورية.
وحتى بمواجهة مسلحي العشائر العربية السنية، قليلي التسليح، تعرضت فصائل السويداء، وتحديداً التابعة لحكمت الهجري، لنكسات مذلة.
لقد أظهرت الجولة الأولى، أن أسطورة “المسلحين الدروز الأشاوس”، مجرد قصص أطفال، وفلكلور لفظي بدائي، لا معنى عسكري له، وأن إعادة دخول السويداء في أي وقت، ستحتاج من الدولة السورية إلى بضع ساعات فقط.
٢- وأسفرت الجولة الأولى مع الدروز عن إقرار حكمت الهجري علنا بعلاقته مع إسرائيل، حين طلب من نتنياهو التدخل في سورية، واستجاب نتنياهو على الفور.
وأثبتت الجولة دون أي شك أن مطالب الهجري التعجيزية، غير ذات الفائدة للسويداء وأهلها، من الحكومة السورية، هي مطالب إسرائيلية، ولمصالح إسرائيلية، وأن تياره مرتبط عضوياً بإسرائيل، ولا قيمة له عسكريا ولا سياسا بدون علاقته معها، وأن مطالبه هي لخدمة إسرائيل، وليست برنامج سياسي لمكون أو توجه سياسي.
٣- وأسفرت الجولة عن كشف ضعف وهشاشة قوى المجتمع المدني والشخصيات السياسية والمدنية الدرزية في السويداء، وتبعيتها التامة للمؤسسة الطائفية الدينية، وتحديدا للشيخ الهجري، وعدم تقديمها بديلاً عنه، إما خوفاً، وإما لأنها لا تختلف كثيراً عنه في الرأي والتوجه.
وكشفت في المجتمع الدرزي، قدرا عاليا جدا من العصبية والتعصب الطائفي، والانقياد الجماعي وراء قيادات دينية هرمة ومنغلقة.
وتراوح رد فعل القسم الدرزي من مجتمع السويداء، على خيانة الشيخ الدرزي حكمت الهجري (طلب مساعدة إسرائيل، وقيام إسرائيل بقصف العاصمة السورية بناء على طلبه)، تراوح بين التهليل والسعادة التامة، وبين التبرير غير المباشر (الالتفات لأحداث أخرى صغيرة كحلق لحية شيخ درزي قسرا)، وبين الصمت التام.
الأصوات الدرزية التي رفضت الاستعانة بإسرائيل، وأدانت قصفها لسورية، كانت قليلة وضعيفة، وأقرب للصفر. وظهر أن الغالبية من دروز سورية موقفهم من إسرائيل، أقرب إلى موقف دروز إسرائيل.
٤- وبات واضحاً أن جزء كبير من القسم الدرزي من مجتمع السويداء يقف ضد تحرر وخلاص الأغلبية السورية السنية من الإبادة الجماعية التي تعرضت لها طوال ٥٤ عام، ودفعت ثمنها مقتل مليون وتهجير ١٠ ملايين منها.
وهذا الجزء الكبير من الدروز الذي يمثله حكمت الهجري مستعد للمشاركة في أي مشروع جديد يؤدي لإخضاع السنة أو تعريضهم للإبادة الجماعية من جديد (مثل حكم أقلوي جديد لسورية، أو حكم تحالف أقليات، أو تحالف خارجي).
٥- وبات يقيناً أن إسرائيل كانت منذ وجودها عام ١٩٤٨ معادية لسورية، وما زالت تعاديها، ولا يوجد أي مؤشر على احتمال نهاية هذه العداوة، مهما تقدم سورية من تنازلات، ومهما تبذل من جهود لتجنب المواجهة والصدام والعداوة مع إسرائيل.
٦- وظهر أن الهجري، والتيار الدرزي الكبير المؤيد له، لا يملك أي مقومات للبقاء، ولا لساعات، بدون الدعم الإسرائيلي المباشر، وهو مرتبط تحديداً بنتنياهو بعلاقة مباشرة عبر موفق طريف شيخ عقل الدروز في إسرائيل، ولا يعرف بالضبط موقف الأحزاب الإسرائيلية الأخرى من الهجري ودروز سورية، لكن يبدو من المستبعد أن يوجد في إسرائيل قوى سياسة أكثر حماساً لدروز سورية من نتنياهو.
ونتنياهو باق في السلطة في إسرائيل لوقت قد يمتد لسنة أو سنتين، وقد لا يدوم سوى لأسابيع أو أيام.
وحين يسقط نتنياهو، سيكون لسقوطه صدى غير قليل على دروز سورية المعتمدين في بقائهم، عليه وحده، وربما نشهد حينها جولة ثانية، أو أخيرة، في المواجهة بين دروز الهجري، والدولة والمجتمع السوري.
٧- ومن نتائج الجولة الأولى، عودة واسعة لصورة الرئيس السوري الأسبق أديب الشيشكلي(١٩٠٩- ١٩٦٤)، مرفقة بعبارة : الله يرحمك يا شيشكلي.
فأديب الشيشكلي هو الرئيس السوري الذي حذر الأغلبية السورية العربية السنية من الغفلة عن خطر حكمهم من قبل أحد الجبلين : جبل العلويين، وجبل الدروز. لكنهم ظلوا في غفلة، وخاصة بالنسبة للشطر الثاني من تحذير الرئيس، حتى يوم ١٦ / ٧ / ٢٠٢٥، يوم الصحوة السنية.
٨- من ثمار الصحوة السنية، التفكير جدياً بطريقة للتعامل مع المستوطنات الدرزية في محيط دمشق، والأوراق الكثيرة التي تمتلكها دمشق بمواجهة السويداء
#الشام لنا #سُنية #عربية #أموية حتى يوم القيامة
#أمويون من ينكر #المحرقة_السُنية في #سورية يجب تجريمه بموجب #الدستور
#الشام عقر دار #الإسلام
#حزب_أهل_الشام
#حرية #ديمقراطية #عدالة #سلام
https://ahl-alsham.org/
