عودتُك إلى #الوطن الجريح ليست زيارةً لبلدٍ سياحي، ولا جولةً في معرضٍ. إنك تدخل أرضًا خرجت من غرفة الإنعاش لتوِّها، فخفِّض صوتك، وهدئ قلبك، وانزع عن عينيك نظارات المقارنة.
سوريا ليست فقيرةً في الكرامة، بل مثخنةٌ بالجراح. ليست متعبةً في الجوهر، بل منهكةٌ من قسوة الزمن وسياط الخذلان. فإن لم تكن طبيباً يشاركها في إعادة التأهيل، فلا تكن ناقداً يسخر من شكل الجراح!
ساعد، أو اصمت.
ابتسم في وجوه أهلها، وزِّع ورداً على الأرصفة، عبِّئ قنينة ماء وضعها عند إشارة مرور، علِّم طفلاً كلمة طيبة، ازرع شجرةً في زقاقٍ مُهمل… لا تستهن بفعلٍ صغير، فالبلد تنهض حين يؤمن أبناؤها أن النهوض ممكن، وأن أحدًا عاد إليهم لا ليَدين، بل ليُعين.
أما إن لم تستطع أن تكون بلسَماً، فكن غائباً لا يؤلم. وإن لم تكن قادراً على البناء، فلا تكن معولًا للهدم.
سوريا لا تنتظر من أبنائها الدموع، بل الأفكار. لا تنتظر الرثاء، بل الأمل. لا تريد ممن عاد أن يُذَكِّرها بخرابها، بل أن يُعينها على ترميمه.
سوريا لا تحتاج جمهوراً يصفق أو يستهزئ، بل فريقاً ينزل إلى الميدان، ويحمل الطوب، ويُقبِّل التراب، ويقول: “جئتُ لأبني وطني”
مشاركة مفيدة من الدكتور عبدالكريم بكار
من ينكر #المحرقة_السُنية في #سورية يجب تجريمه بموجب #الدستور