معالجة الاشكالية السبئية في إستخدام شخصية علي بن ابي طالب في بنيانها العقائدي

نضع هذه الإشكالية برسم النخبة الفكرية السنية التي اصبح واجباً عليها النهوض والانخراط في معركة الوعي لمعالجة مسألة استخدام علي بن ابي طالب كركيزة اساسية في الدين الباطني السبئي.

هناك علي بن ابي طالب الصحابي رضي الله عنه وهناك علي بن ابي طالب الشخصية الخرافية بطل الاسطورة السبئية وقناع ابليس في اختراقه لدين الاسلام.

شخصية علي بن ابي طالب جسدت إشكالية كبيرة في تاريخ المسلمين فمن ناحية هناك الصحابي علي بن ابي طالب رضي الله عنه ونحن كمسلمين لا نزكي على الله احدا ولا نفاضل بين الصحابة وتوارثنا محبتهم جميعاً والعرفان لهم لانهم جسدوا تلك الحلقة المباركة التي انتقل بها الهدي المحمدي لتتوارثه الاجيال وقد وصفت الاية الكريمة المودة التي تربط المسلمين بالصحابة وببعضهم البعض :

وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ.

فكل جيل هو سابق للجيل الذي يليه.

لذلك وبغض النظر عن الاستعمال المقيت من قبل السبئية والشيعة لاسم علي بن طالب فإن صورته وذكره لم يتأثر في الوجدان المسلم الذي احتفظ كما هو الحال بالنسبة لجميع الصحابة بصورة مشرقة محببة ولطيفة.

بعد الانقلاب السبئي على عثمان وقتله شر قتلة والتمثيل به رضي الله عنه ونسأل الله ان يكتب له بما قدم للاسلام خير منزلة، والحوادث التي تلت قتل عثمان ومحاولات السبئيين وضع اليد على نسخ القرآن الكريم للعبث بها وتورط علي بن ابي طالب في قيادة الجيش السبئي للغدر بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وبجموع المسلمين الذين انتصروا لله ولرسوله وآزروها في سعيها لافشال الانقلاب السبئي.

وكما قام علي بن ابي طالب بقيادة الجيش السبئي للهجوم على الشام ولكن الله افشل هذا الهجوم الفاجر على ايدي رجالها تحت قيادة الجبل الاشم معاوية بن ابي سفيان رضي الله.

ثم تورط علي بن ابي طالب في موقعة النهروان التي ذهب ضحيتها الالاف من اتباعه الذين اعتزلوه بعد ان تكبد الجيش السبئي هزيمة صفين.

وخلال الخمس سنوات التي تورط فيها علي بقيادة السبئيين عمت الفوضى بلاد المسلمين وقام السبئيين بقتل علي وتولية ابنه الحسن رضي الله عنه مكانه بعد ان اصبح اباه عبئاً عليهم وعلى مشروعهم. لكن الحسن بن علي رفض وبشكل قاطع المساهمة في المشروع السبئي وانضم الى معاوية بن ابي سفيان وسحب البساط من تحت اقدام السبئيين الذين لم يمهلونه كثيراً ثم قاموا بقتله رحمه الله.

الموقف التقليدي للمسلمين انهم ينظرون الى علي بن ابي طالب خلال هذه السنوات الخمس كرهينة بايدي السبئيين يلعبون به كما يشاؤون وانه لم يكن له سلطة عليهم وقاموا باختلاق وصف الفتنة من اجل ايجاد مبررات له وعدم تجريمه بل وان الاجماع السني الذي فرضه العباسيون القى تعسفاً وزوراً وبهتاناً الحق واللوم على ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعلى الصحابة الذين وقفوا بوجه الانقلاب السبئي والذين حفظوا نسخ القرآن الكريم من ان تقع بايدي السبئيين ليقوموا بإتلافها وصناعة نسخ مزيفة.

الاجماع السني (العباسي) المزعوم اعتمد المصطلح السبئي "آل البيت" واعتمد احاديث مكذوبة تعطي علي بن ابي طالب قدسية لا يقرها الاسلام اصلاً وجعلوا حب علي ايمان وبغضه نفاق الى ما هنالك من ترهات وخزعبلات هي اجدر بقصص اطفال من ان تكون جزءاً من تراث امة بعظمة امة محمد صلى الله عليه وسلم.

الاجماع السني العباسي المزعوم او بالاصح الاجماع السبئي نصب من كثير مشايخ اهل السنة والجماعة ليجعلوا من انفسهم كلاب حراسة على الغرس السبئي في الموروث السني، وجعلوا من الحاضنة السنية ارضاً خصبة لشجرة التشيّع الخبيثة لدرجة اعتبار الطولوني النسائي الخرساني والشيعي البويهي الحاكم النيسابوري من الثقات في رواية الاحاديث وهم اهل التخصص في الكذب والتزوير.

ويرفض الوجدان السني التخلي عن علي بن ابي طالب ويرفض نفيه خارج اطار المودة التراحم بين المؤمنين وهذا اكبر دليل على متانة وقوة حبل المودة الذي عقد عقدته الاولى سيد الخلق وسيد الاولين والاخرين محمد بن عبدالله عليه افضل الصلاة والسلام.

لذلك من الحكمة رفض الاحاديث المكذوبة في فضائل علي المزعومة وفي فضائل غيره من الصحابة، لأن الوجدان المسلم يختزن قيمة كل صحابي ولا تفاضل بينهم وان اي حديث في فضائل هذا او ذاك من الصحابة هو عمل سبئي الهدف منه الفتنة.

اجملنا اعلاه الكلام عن علي بن ابي طالب الصحابي  رضي الله عنه، ويبقى الكلام عن الشخصية الخرافية التي رسمها السبئيون لعلي بن ابي طالب والتي جعلوا منها قناع ابليس لاختراق المسلمين.

هذه الشخصية الخرافية التي يصر الاجماع العباسي او الاجماع السبئي السني على اعتبارها الشخصية الحقيقية لعلي بن ابي طالب على حساب ابسط قواعد الفقه والعقل والمنطق هي الاساس الذي بنى عليه ابليس دينه الباطني وهي القناع الذي يضعه ابليس على وجهه لجر المسلمين الى التشيّع والانحراف عن دين الله.

ازالة قناع علي بن ابي طالب عن وجه ابليس هي مهمة ملحة ومصيرية يضطلع بها المفكرين والمؤرخين المسلمين.

#أمويون قادمون وبعون الله منتصرون#الشام

#الجامعة_الأهلية #المنظومة_الفكرية_السنية #الوعي_السياسي

تعديل المقال