يطلق المؤرخون والباحثون مصطلح "الشعوب السامية" على من عاش في الجزيرة #العربية والشام و #العراق قبل #الإسلام بألوف السنين، ويطلقون على اللغات التي تكلموها "مصطلح اللغات السامية" والمصطلحان نسبة إلى #سام بن #نوح عليه السلام، أي أن هذه الشعوب متفرعة من سام، وَفق التقسيم الشائع للبشرية العائد إلى أبناء نوح الثلاثة..
والحاصل أن هذه الفرية التاريخية لا تصمد أمام القياس العلمي المستند إلى الدليل المادي الذي تنطق به الأرض وآثار الأمم المارة عليها في حقب التاريخ المتعاقبة..
هذان المصطلحان قال بهما أول مرة الباحث النمساوي اليهودي "شلوتزر" منطلقا مما هو موجود في التوراة، وما هو موجود في تراث العرب المتأثر بالروايات التوراتية..
ولكننا حين نعمد إلى ما تنطق به الأرض في الشام والعراق وشبه الجزيرة لا نلفي ذكرا واحدا لكلمة "سام" ولا "سامي" ولا "سامية"، لا نلفيه في النقوش الأكادية، ولا في فرعيها البابلي والآشوري، ولا في النقوش الكنعانية ولا الأوغاريتية ولا الإيبلاوية، ولا المصرية الفرعونية القديمة، وهي آلاف النقوش، تحوي آلاف الكتابات، تروي كثيرا من التفاصيل والدقائق اليومية عن حياة الشعوب المعنية بها، وهو ما يحدو بنا إلى رد هذا المزعم ردا لا تردد فيه..
بينما نجد مصطلح "عرب" في نقوش "نازان" في الألفية الثالثة قبل الميلاد، ثم تأتي في الجدول الزمني مصطلحات (كنعاني وآرامي وأوغاريتي وبابلي وآشوري) وغيرها من المصطلحات متأخرة قياسا إلى مصطلح "عرب"، وهذا يدل على الأصل (عرب) وعلى الفرع (ما هو مذكور فوق) وعلى الخرافة التي ارتقت مرتقى الأصل (سامية)..
ثم إن مصطلح السامية لم يعد يدل بعد الحرب العالمية الثانية إلا على مفهوم "الصهيونية" فهو مرادفه في الذهن السياسي لعالم اليوم، فيجب إسقاطه إما إحقاقا للحق التاريخي، وإما تلافيا لما يسوقنا إليه أصحاب القلنسوات.
كتبه محمد نايل نشره العربي بوعلام