بعد سقوط مجد الفرس المجوسي العظيم على يد العرب المسلمين هاج القوميون الفرس وحلفائهم الزنادقة وماجوا، وكان اول عمل قاموا به هو اغتيال كاسر ظهرهم، الفاروق عمر، في 23ه، في أول اغتيال سياسي في تأريخ المسلمين، على يد حلف مشكل من الهرمزان قائد معركة تستر في الاحواز العربية وهو الأسير المهزوم المتظاهر بالإسلام، وحليفه النصراني جفينة، والمجوسي أبو لؤلؤة فيروز، ومن ورائهم امبراطوريتا الفرس والروم المهزومتان، ولم تتوقف سلسلة الغدر والقتل منذ ذلك التاريخ حتى اليوم.
وبسبب حب المسلمين لأهل البيت النبوي وتكريمهم، جعل كل طامع ومخرب ينتحل نسبا لأحد رجال أهل بيت عليّ بن أبي طالب، وبخاصة الانتساب الى ابنه حسين، وكانوا أكثر المنتحلين لهذا النسب، ذوي أصول فارسية ممن يخفون عقائدهم المجوسية واليهودية، مثل ميمون القداح بن ديصان فأسسوا فرقا باطنية سرية، مرت بتطور كبير امتد لقرنين من الزمن بدأ بالسبئية وانتهى بالفرقة الاثنا عشرية. وهي فرق ذات فكر مناهض للإسلام بأنه: الحادي عدواني فلسفي متناقض يستخدم الرمزية كثيرا، مثل لبس العمامة السوداء، ويفسر القرآن تفسيرا باطنيا، كالقران الذي نزل في محمد (وإنك لعلى خلق عظيم) بأنه نزل في عليّ أي " لعليّ خلق عظيم" لتحريف معانيه بما يناسب هوى قادتها، ويسعى لتكريس العداء ضد المسلمين وتمزيق قيمهم، ونشر خطاب كراهية حول مقتل الحسين يقوم على الشحن العاطفي الحاد والتحريض السياسي السلبي ضد المسلمين ورموزهم لتسعير الحروب الأهلية.
وقد كانت الفرق الباطنية منذ تأسيسها زمن الدولة العباسية، محشوة بايدلوجيا الغضب من الإسلام وكراهية أهله، فمارست أبشع الجرائم بحق المسلمين وصلت حد حرق الأطفال او تقصيب المسلم كالشاة المذبوحة، والأكثر استفزازا: الهجوم على مقدسات المسلمين بهدم مساجدهم، وتدنيس قرآنهم، والنيل من رموز تاريخهم، ويقترفون كل جرائمهم بتوجيه من نخبة فارسية غارقة في عاطفة غضبها من الاسلام وكراهيته.
ويقود الفرق الباطنية تنظيم دقيق معقد وراءه خبرات وأدوات الدولة العميقة لإمبراطورية فارس، فهم يعلنون عكس ما يضمرون، ويفعلون عكس الشعار الذي يرفعون، مثل (يا حسين) وهو المسلم، ولكنهم ما قتلوا باسمه غير المسلمين، وتتعدد فيهم أسماء الشخص الواحد من قادتها لتظهر وكأنها لعدة أشخاص للتمويه والتضليل. وهم قادة إباحيون جعلوا من إباحة النساء وإشباع الغرائز البهيمية كالمتعة، والبعد عن الالتزامات والعبادات، وسيلة قوية لالتفاف الرعاع حولها، وينجذب إليهم كل ناقم على الحكم الإسلامي كالزنج، والموالي، واليهو والأعراب.
ومن تكتيكاتهم أنه يخرج أحد قادة هذه الفرق على السلطة الشرعية بعد انتحاله النسب العلوي، ويثور بدعوى أنه الإمام الشرعي، ثم يدعو لنفسه ويقاتل الخليفة الشرعي، فيجيز ترويع الآمنين، وإخافة الناس، والسعي في الأرض فسادا، ويحل سفك دم وأموال وأعراض المخالفين كما فعل حمدان بن قرمط مؤسس القرامطة، وحسن الصباح مؤسس الحشاشين.
واول من بذر بذرة التشيع الباطني ووضع اسسه، اليهودي عبد الله بن سبأ الصنعاني زمن ذي النورين عثمان، وقد كان من الأبناء الفرس في اليمن. وكما حرّف الأحبار والرهبان التوراة والانجيل وضع الصنعاني بذور تحريف القرآن وتبنيه مفردات هدم العقيدة الاسلامية، بالقول بالوصية والرجعة، وهما عقيدتان تلموديتان منحرفتان، وهو أول من قال إن عليّا وصي النبي كما كان يوشع وصي موسى، فأسس حركة سرية في الكوفة عام 30 ه سميت الفرقة السبئية التي قادت تمردا مسلحا لتغيير الحكم الإسلامي وهدم دولته، بقتل الخليفة عثمان، تبعه قتل الخليفة عليّ عندما لم يستجب لمطالبها في ادامة الحرب في صفين، وصلحه مع معاوية.
خنست الفرق الباطنية زمن الدولة الاموية القوية، لكن مع بداية ضعفها، تشكلت الدعوة العباسية السرية في الكوفة، على يد محمد بن علي العباسي عام 100ه وهو اول من لقب بالإمام، بعدما صارت الكوفة مركزا لكل الأقليات الناقمة على الدولة الإسلامية الاموية، ثم سكنها الرواة الكوفيين زمن جعفر الصادق وأبيه، الذين وضعوا الأسس العقائدية للفرق الباطنية.
رغم ان أكثر نقبائه من العرب، الا أن محمد العباسي لم يتجه إليهم، بل ذهب الى الفرس في خراسان فكانت المركز الأكبر لدعوته، وبعد وفاته جاء ابنه إبراهيم الامام فولى كبير دعاته أبا مسلم خراساني، على خراسان، الذي ما أبقى أحدا من العرب فيها الا قتله، وولى على الكوفة الفارسي باكير بن ماهان، ومن بعده صهره أبو سلمة خلّال.
ومما سهل انتحال الانتساب الى البيت العلوي أو" آل البيت" اختفاء عدد من العلويين مثل محمد ابن النفس الزكية، بعد الخروج المتكرر ضد حكم أبناء عمومتهم العباسيين، بتحريض من المخادعين الفرس وهم بنفس الوقت شركاء العباسيين في الحكم.
حمل منتحلو النسب أسماء حركية وهمية تخفي حقيقتهم، فقد أشيع في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري أن اسرة محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق قد انتقلت الى السلمية في الشام، وفي نفس الوقت انتقلت اسرة ميمون القداح بن ديصان اليها. وكان ديصان يهوديا فارسيا نشأ في بيت مجوسي، أظهر الإسلام، وموالاة "آل البيت" وانتسب الى الدعوة الإسماعيلية (إمامية سبعية امامها إسماعيل بن جعفر) وأوصى قبل موته أن يسمى أولاده واحفاده بأسماء أولاد محمد إسماعيل، فكان لميمون عبد الله ولعبد الله الحسين وللحسين عبيد الله وهي نفس أسماء أولاد إسماعيل بن جعفر الصادق وأحفاده لكي ينقاد لهم الناس، والانطلاق من ورائهم.
وبعد وفاة ميمون في 180 ه تسلم مركز الدعوة القداحية في السلمية ابنه عبد الله، وكان يضع شخصا يلتقي بالدعاة خوفا على نفسه وزيادة في سرية دعوته. وكان من دعاتهم في جنوب العراق أبو عبد الله الشيعي، و"رستم بن الحسين بن جوشب".
زار رجل كثير المال والعشيرة من اليمن يدعى "علي بن الفضل" قبر الحسين في كربلاء، فرآه أبو عبد الله الشيعي ورستم يبكي بكاء مرا عند قبره، ففاتحاه بالموضوع فلقيا عنده استعدادا فسارا معه الى اليمن فصار لرستم بن جوشب، اتباع في اليمن واسس الدولة الإسماعيلية فيها ثم ادعى النبوة، واباح المحرمات وكان المؤذن في مجلسه يؤذن " اشهد أن علي بن الفضل رسول الله"
زار عبد الله الشيعي السلمية والتقى "الامام المستور"-حسب تعبيرهم- ووصلت الاخبار ان المغرب ارضا صالحة للدعوة فسار أبو عبد الله الشيعي اليها وقد سبقه "الحلواني" و"أبو سفيان" وهي كنية لإبعاد الشبهة اذ لا يمكن لإمامي ان يكنى أبو سفيان فنجحوا في تمهيد الطريق لمجيء عبيد الله الذي لقب بالمهدي، وقد نجح في إقامة الدولة الفاطمية الشريرة في الشمال الافريقي ومصر.
وكان من دعاة جنوبي العراق "حسين الاهوازي" أحد أحفاد ميمون القداح، ويلقبونه الرسول المتنقل للإمام المستور، واسمه يشابه تماما اسم حفيد محمد إسماعيل للخلط والتضليل. وأرسل المستور كذلك رسلا الى طالقان في خراسان فأسسوا دولة الحشاشين التي قامت على اغتيال قادة العلم والدين والسياسة من المسلمين.
وفي الكوفة التقى حسين الاهوازي، بالمجوسي حمدان بن قرمط الذي كان كثير العلاقات الاجتماعية ثريا ومحرضا سياسيا ضد الدولة العباسية، فنجح في تأسيس حركة القرامطة (امامية ثمنية امامها محمد بن اسماعيل) الالحادية الإباحية الدموية التي حكمت البحرين وشرق جزيرة العرب فأشاعت في الأرض الفساد، وقتلت أحفاد إسماعيل، وانتهكت عرض كل الهاشميات في الشام.
في 260 ه أصيبت الفرق الباطنية الامامية بانسداد عقدي-سياسي، حيث مات الامام الحادي عشر العقيم حسن العسكري ولم يعقب، ووزع ميراثه على أمه وأخيه جعفر، مما سبب ارباكا شديدا للفرقة الباطنية التي تقول " ألا يموت الامام حتى يعلم من يكون الامام بعده ويوصي إليه" فتفرق الشيعة بعده الى 14 فرقة، قالت ثلاث عشرة منها بعدم وجود عقب له، الا واحدة اوجدت له ولدا بعد موته وأسمته محمد، اماما مستترا!، وأنه المهدي المنتظر، وبولادته المزعومة، ولدت الفرقة الباطنية الاثنا عشرية.
ثم جاء الاثنا عشريون البويهيون الفرس، فنجحوا بنشر الفكر الباطني الذي يهاجم ماضي المسلمين ويسعى لتشويه تاريخهم، واخترعوا له منهجا وطقوسا وعقائد معادية للإسلام " فنسبوا لرجال صالحين أقوالا لم يقولوها وأفعالا لم يفعلوها بل ادعوا الامامة لهم ووضعوا لهم ترتيبا بل خرموا لهم عصمة وتأويلا ما خطر على بال أولئك الاعلام فالتشيع قد وضعت اسسه بأيد فارسية غريبة عن أبناء الإسلام" ثم اكتملت نظرية الامامة في صنع دين جديد على أيدي الفرس: كليني وطوسي وقمي والمفيد، مع ظهور طقوس عاشوراء، وعيد الغدير وظهر شعار" لعن الله الظالمين لآل رسول الله" والتصريح بلعن معاوية!.
لقد تزعمت الفرقة الاثنا عشرية كل عقائد وفظائع الفرق الباطنية، مع إضافة قدسية دينية لطقوسها وعقائدها وجرائمها، فأخذت من السبئية الوصية والعصمة لعلي وبنيه، واستخدام الرعاع لهدم الدول المسلمة، ومن الحشاشين الاغتيال والغدر، ومن القرامطة حب سفك الدم والاباحية الجنسية باسم المتعة، ومن العبيديين تأليه الأشخاص وتقديسهم باسم انتمائهم ل "آل البيت " كأحفادهم اليوم ذوي العمائم السوداء، وما هم الا فرس من أبناء المجوس، ثم اخترعت "مظلومية اهل البيت"، فلعنت مع معاوية، كل أصحاب رسول الله، وعلى هذه المظلومية تأسست الديانة الامامية او "مذهب اهل البيت" ديانة عدوانية تحريضية تبيح العدوان على الإسلام ومقدساته وتاريخه وكل رموزه. ثم تطورت أكثر فأخذت من الصفويين الخرافة والفحش والعنف ومن الخمينيين التوسع والتمدد لتحقيق الحلم الامبراطوري الفارسي.
فما الحركات الباطنية، الا صناعة ولدت في الكوفة، فارسية الصنعة، من بذرة تلموديه منحرفة مختلطة بعقائد فارسية قديمة، زرعها ابن سبأ تطورت ونمت طيلة قرون، حتى اكتملت بنظرية ولاية الفقيه الخمينية التي نسفت نظرية الامام الغائب من اساسها، وكان أكثر انتشارها زمن الدولة العباسية بعدما خرق البرامكة وآل سهل الفرس مفاصلها وإدارة شؤونها.
الحركات الباطنية فرق تشابكت خيوطها وخططها وجرائمها بزخم صاعد، كلما ضعف المسلمون وتفرقوا، تسعى لتسعير الحروب الأهلية، وما يجري في العراق واليمن والشام من وحشية وهمجية انما هو ممارسات الأحفاد لما فعله الباطنيون الأجداد.
كتبه قاسم الطائي
#أمويون قادمون وبعون الله منتصرون

أمريكا احتلت العراق و #أفغانستان وقتلت السنة
#المنظومة_الفكرية_السنية #الوعي_السياسي