الإمام البخاري كان رجلا عثمانيا، تجنب في كتابه أي حديث يدعم التشيع (وهو يشبه بهذا الإمام مالك). وفوق هذا كان هو شيخ الصنعة، بحيث أن كل علماء الحديث سلموا له بأنه بلغ غاية الإتقان في علم الحديث. حتى خصومه من الذهلي ومن حاول أن يقاطعه في مسألة العقيدة كالرازيان يقران بإمامته وإتقانه التام في هذا العلم.
الإمام مسلم لم يكن بنفس الدرجة والإتقان مثل البخاري. بل تلقى النقد والتوبيخ عند تأليفه لصحيحه. وهو عنده توجه ليس شيعيا ولكن إلى حد ما ضد الأمويين. فتجده مثلا يتجنب الرواية عن مروان بن الحكم رضي الله عنه. وقد أخرج أحاديث تدعم التشيع مثل حديث الكساء، رغم أن الإمام أحمد ضعفه. وجعل بني هاشم هم آهل البيت، وأخرج حديث أبي نضرة (على ضعفه) في زيادة "تقتله الفئة الباغية" و في "تقتلهم أولى الطائفتين بالحق" وزعم أن الحجاج دفن ابن الزبير في مقابر اليهود التي لا وجود لها في مكة. بينما أعرض عن أحاديث تهدم التشيع أخرجها البخاري مثل حديث ثناء النبي ﷺ على تسليم الحسن للخلافة لمعاوية (وهو عند البخاري).
الحقيقة هناك فروقات جوهرية بين صحيحي البخاري ومسلم. لو رجعت لانتقادات الحفاظ مثل الدارقطني لوجدت أن الانتقادات على البخاري نادرة وهي إما على ألفاظ معينة (حديث ورد بعدة ألفاظ) أو حديث معلق (ليس على شرط البخاري) أو الانتقاد ضعيف والصواب مع البخاري.
أما الانتقادات على صحيح مسلم فبعضها قد أخطأ مسلم فعلا بها والصواب مع من انتقده. وهي قليلة من مجموع صحيحه حوالي 1% لكن هنا يظهر تفوق البخاري.
كتبه الدكتور وسام العظمة (دكتوراه في علم الحديث)
