عمار بن ياسر كان أبرز من حرض على سيدنا عثمان (رض)

 

وكان الصحابي الوحيد الذي فعل ذلك. وهو المحرك الأساسي للسبئية في مصر، حتى أن علي الوردي بالغ وزعم أن عمار بن ياسر هو ابن سبأ. وأظن أنه لولا هذا الرجل فإن معظم أحداث الفتنة لم تكن لتحصل ابتداء من مقتل عثمان، وانتهاء بالمذابح المروعة التي أبيد بها عشرات الآلاف من العرب المسلمين.
• الرواية 1
أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (7|521) وابن شبة في تاريخه (3|1101) وابن قتيبة في غريب الحديث، عن عفان (ثقة ثبت)، حدثنا أبو محصن (حصين بن نمير، ثقة لم يصح وصفه ببدعة)، وأخرج البلاذري في أنساب الأشراف (5|541) من طريق بهز بْن أسد (ثقة ثبت)، كلاهما قال: حدثنا حُصَيْن بن عبد الرَّحْمَن (ثقة) قال، حدثني جهيم الفهري (تابعي روى عنه ثقتان ووثقه ابن حبان) قال:
أنا شاهد هذا الأمر؛ قال: جاء سعد وعمار فأرسلوا إلى عثمان أن ائتنا، فإنا نريد أن نذكر لك أشياءً أحدثتها أو أشياءً فعلتها، قال: فأرسل إليهم أن انصرفوا اليوم، إني مشغول عنكم اليوم فانصرفوا يومكم وعودوا يوم كَذَا. ، فانصرف سَعْد وَلَمْ ينصرف عمار، وأعاد الرسول إِلَى عُثْمَان، فرد عَلَيْهِ مثل القول الأَوَّل، فأبى أَن ينصرف فتناوله رَسُول عُثْمَان فضربه.
فلما اجتمعوا للميعاد ومن معهم قال لهم عثمان: ما تنقمون مني؟ قالوا: ننقم عليك ضربك عمارًا، قال عثمان: جاء سعد وعمار فأرسلت إليهما، فانصرف سعد وأبى عمار أن ينصرف، فتناوله رسولي من غير أمري، فوالله ما أمرت ولا رضيت، فهذه يدي لعمار فيصطبر -قال أبو محصن: يعني: يقتص-.
• الرواية 2
في تاريخ المدينة لابن شبة النميري (3|1122): حدثنا علي (المدائني، ثقة)، عن ابن أبي ذئب (ثقة ثبت)، عن يزيد بن عبد الله ابن قسيط (ثقة فقيه)، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان (ثقة) قال:
دعا عثمان رضي الله عنه عمار بن ياسر رضي الله عنهما فقال: يا أبا اليقظان، إن لك سابقة وقدما، وقد عرفك الناس بذلك، وقد استمرح أهل مصر واستعلى أمرهم وبغيهم علي، فأنا أحب أن أبعثك إليهم فتعتبهم من كل ما عتبوا، وتضمن ذلك علي، وتقول بالمعروف وتنشر الحسنى، فعسى الله إن يطفئ بك ثائرة، ويلم بك شعثا، ويصلح بك فسادا.
وأمر له بحملان ونفقة، وكتب إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح أن يجري عليه رزقا ما أقام عنده. فخرج عمار إلى مصر وهو عاتب على عثمان رضي الله عنه، فألب الناس عليه، وأشعل أهل مصر على عثمان رضي الله عنه، فكتب ابن أبي سرح إلى عثمان رضي الله عنه: إن عمارا قدم علينا فأظهر القبيح، وقال ما لا يحل، وأطاف به قوم ليسوا من أهل الدين ولا القرآن، وكتب يستأذنه في عقوبته وأصحابه.
فكتب إليه عثمان رضي الله عنه: بئس الرأي رأيت يا ابن أبي سرح، أنا بقضاء الله أرضى به - اعلمه - من أن آذن لك في عقوبة عمار أو أحد أصحابه، فقد وجهت عمارا وأن أظن به غير الذي كتبت به، فإذا كان من أمره الذي كان فأحسن جهازه واحمله إلي، فلعمري إني لعلى يقين أني أستكمل أجلي وأستوفي رزقي وأصرع مصرعي، فقدم الكتاب على ابن أبي سرح فحمل عمارا إلى المدينة.
أيضا حصل بين عمار وعباس بن عتبة بن أبي لهب رضي الله عنهما خلاف، وقذفا عرض بعضهما البعض، حمل عثمان على أن يؤدبهما عليه بالضرب، كما يقتضي الحد الشرعي. فنقم عليه عمار أشد النقمة، وخرج إلى مصر يحرض الناس عليه، فأرسل له عثمان رسالة يعاتبه ويقول له: قذفت ابن أبي لهب أن قذفك... وغضبت علي أن أخذت لك بحقك وله بحقه؟ (تاريخ دمشق 29|6).
واستمر عمار يحرض الناس بمصر على خلع عثمان، واستفاد من أن مصر لم يكن بها فقهاء يعلمون الناس دينهم. فالصحابة الذين استقروا بها لم يكونوا من الفقهاء. لذلك اتخذها ابن سبأ مقره الأساسي ومنها خرج معظم قتلة عثمان ودعمها الشبكتين اللاتي أنشأها ابن سبأ في البصرة والكوفة.
• الرواية 3
حدثنا علي بن محمد (المدائني، ثقة)، عن أبي عمرو (سَعِيد بْن سَلَمة بْن أَبي الحُسام، ثقة من كتابه)، عن إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص (ثقة)، عن أبيه (ثقة) قال:
بعثني أبي إلى عمار رضي الله عنه حين قدم من مصر وبلغه ما كان من أمره، فأتيته فقام وليس عليه رداء، وعليه قلنسوة من شعر، معتم عليها بعمامة وسخة، وعليه جبة فراء يمانية، فأقبل معي حتى دخل على سعد،
فقال: «يا أبا اليقظان إن كنت عندنا لمن أهل الفضل، وكنت فينا مرجوا قبل هذا، فما الذي بلغني عنك من سعيك في فساد المسلمين، والتأليب على أمير المؤمنين؟»، فأهوى عمار بعمامته فنزعها عن رأسه.
فقال: «ويحك يا عمار أحين كبرت سنك ونفد عمرك واقترب أجلك خلعت بيعة الإسلام من عنقك وخرجت من الدين عريانا»، فقام عمار مغضبا وهو يقول: أعوذ بالله من الفتنة، فقال سعد: " {ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين} ألا في الفتنة سقطت يا عمار"
• الرواية 4
قال الطبراني في الكبير (1|81 #115) حدثنا أبو خليفة (الفضل بن الحباب الجمحي، ثقة)، ثنا أحمد بن يحيى بن حميد الطويل (مستور وثقه ابن حبان) وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42|436) من حديث يعقوب عن الحجاج بن منهال (ثقة) وأخرجه البخاري في التاريخ عن موسى جميعهم، ثنا حماد بن سلمة (صالح)، عن محمد بن عمرو (جيد)، عن أبيه (جيد)، عن جده علقمة بن وقاص قال:
اجتمعنا في دار مخرمة بعدما قُتِلَ عثمان نريد البيعة، فقال أبو جهم بن حذيفة: أما من بايعنا منكم فلا يحول بيننا وبين قصاص، فقال عمار بن ياسر: أما من دم عثمان فلا، فقال أبو جهم: يا ابن سمية، أتقتص من جَلَدَاتٍ جُلِدتهن، ولا تقتص من دم عثمان! فتفرقوا يومئذ عن غير بيعة.
أي أن عمار كان يشترط فيمن يبايع عليا بن أبي طالب أن لا يأخذوا القصاص لدم عثمان!
• الرواية 5
في تاريخ سيف: أن عليا أرسل من المدينة لأهل الكوفة ليحرضهم على طاعته ابنه الحسن وعمار بن ياسر، فانطلقا حتى دخلا المسجد، فكان أول من سلم عليهما التابعي مسروق بن الأجدع.
فقال لعمار: علام قتلتم عثمان؟ (الكلام عن كل الثائرين على عثمان)
فقال: على شتم أعراضنا، وضرب أبشارنا.
فقال: والله ما عاقبتم بمثل ما عوقبتم به، ولو صبرتم لكان خيراً للصابرين.
قال: وخرج أبو موسى، فلقي الحسن بن علي فضمه إليه، وقال لعمار: يا أبا اليقظان، أعدوت على أمير المؤمنين عثمان قتلته؟
فقال: لم أفعل، ولم يسؤني ذلك!
• الرواية 6
قال ابن تيمية في منهاج السنة (6|254):
وكذلك ما نُقِلَ من تكلّم عمّار في عثمان، وقول الحسن فيه، وَنُقِلَ عنه أنه قال: "لقد كَفَر عثمان كفْرَةً صلعاء"
وأن الحسن بن عليّ أنكر ذلك عليه، وكذلك عليّ، وقال له: "يا عمار أتكفُر بربٍّ آمن به عثمان؟".
• الرواية 7
روى يعقوب بن شيبة في مسند عمار: حدثنا مسلم بن إبراهيم (ثقة مأمون)، حدثنا ربيعة بن كلثوم بن جبر (جيد)، حدثنا أبي (ثقة)، أنه سمع أبي الغادية الجهنيّ رضي الله عنه يقول: كنا نعد عمار بن ياسر من خيارنا، فوالله إني لفي مسجد قباء إذ هو يقول: إن نَعْثَلًا فعل كذا -يعني عثمان (نعثل هو رجل يهودي بمصر طويل اللحية). قال: فوالله لو وجدت عليه أعواناً لوطئته حتى أقتله.
إسناده صحيح. وقد وقع تصحيف كنا نعد عمار حنانا، والصواب كما ذكرنا. وقد ذكر الحاكم في مستدركه الرواية لكنه لتشيعه حذف عبارة عمار. وقد رواه ابن شبة وكذلك ابن سعد في طبقاته مختصرا قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا أبو حفص وكلثوم بن جبر عن أبي غادية قال سمعت عمار بن ياسر يقع في عثمان يشتمه بالمدينة قال فتوعدته بالقتل ، قلت: لئن أمكنني الله منك لأفعلن. فلما كان يوم صفين جعل عمار يحمل على الناس، فقيل: هذا عمار، فرأيت فرجة بين الرأس وبين الساقين، قال: فحملت عليه، فطعنته في ركبته، قال: فوقع، فقتلته، فقيل: قتل عمار بن ياسر. وحماد يصلح للشواهد. ورواه البخاري في التاريخ الصغير من طريق آخر.
يقول ابن حزم في "الفصل" (4|161): «وعمار رضي الله عنه قتله أبو الغادية يسار بن سبع السلمي. شهد (أبو الغادية) بيعة الرضوان، فهو من شهداء الله له بأنه علم ما في قلبه وأنزل السكينة عليه ورضي عنه. فأبو الغادية رضي الله عنه متأوِّلٌ مجتهد مخطئ فيه باغ عليه مأجور أجراً واحداً. وليس هذا كقتلة عثمان رضي الله عنه، لأنهم لا مجال للاجتهاد في قتله. لأنه لم يقتل أحداً ولا حارب ولا قاتل ولا دافع ولا زنا بعد إحصان ولا ارتد، فيسوّغ المحاربة تأويل. بل هم فُسّاقٌ محاربون سافكون دماً حراماً عمداً بلا تأويل، على سبيل الظلم والعدوان. فهم فساق ملعونون».

 كتبه فضيلة الشيخ الدكتور وسام العظمة (دكتوراه في علم الحديث)

#المنظومة_الفكرية_السنية من أجل ثقافة #سنية خالية من #التشيع

الدكتور أحمد جمعة
الكاتب : الدكتور أحمد جمعة
برنامج مجلس الطائفة السُنّية في سورية أولوية في الوظائف الحكومية وراتب بطالة لكل أسرة وقطعة أرض ولوح طاقة شمسية وفوقها حبة مسك. ليش؟ هيك أنا طائفي! في سوريا المتجددة ستكون الأولوية تنفيذ مشروع تنمية مستدامة: 1. حل الجيش والأمن وتوزيع السلاح على الطائفة باشراف وتدريب ضباط البلديات، في الإسلام كل الشعب جيش يوفر 75% ميزانية 2 . تعليم جامعي إلزامي، ضمان صحي، سكن للشباب، ماء كهرباء انترنت مجاني 3 . ميزانية مستقلة لكل البلديات، وسائل إعلام، مشيخة الإسلام في الشام 4. ضرائب 0 جمارك 0 بنوك 0 ادفع الزكاة في البلدية تعيش بكرامة وحرية 5. أجر ساعة العمل كحد أدنى 10$ في كافة القطاعات، أمومة النساء سنتين 6. قطع دابر الفساد وأموال "هوامير البلد" لتمويل فرص عمل في البلديات! 7. سلام مع كل دول الجوار سورية منطقة حرة ضمان استقرار يجلب الاستثمار 8. تحفيز استخدام طاقة شمسية شراء فائض كهرباء تعريفة خضراء 0.1$/kWh 9. برمجة وأتمتة قطاع الزراعة ودعم المزارعين = الأمن الغذائي الذاتي 10. مكافحة إرهاب الأقليات الطائفية وتجريم من ينكر المحرقة السنية. خادم الطائفة السُنّية في سورية الدكتور أحمد جمعة
تعليقات