حرب الإمدادات في الميزان "برغوث و حيوان"

حرب الإمدادات أصبحت في بؤرة اهتمام خبراء الشؤون السياسية والعسكرية في العالم في هذا القرن الواحد والعشرين وهي تلك الحرب التي تشنها قوة صغيرة خلايا عصبونية "الأشباح السنية" من حيث الإعداد والتسليح كوسيلة لمواجهة قوى عسكرية ضخمة غازية أو محتلة فتقهرها وتسمى حرب الإمدادات "حرب البرغوث والحيوان"! فالبرغوث المتناهي في صغر الحجم والقوة يستطيع أن يتسلى على دم الحيوان ببطء ولكن بالتأكيد، حتى يموت الحيوان أو يفر بجلده كون الحيوان لا يستطيع عض البرغوث المتناهي في الصغر ومنتشر في جلده الواسع ودائما يلسعه ويحدث به جروح ويهرب فيقوم الحيوان بعض نفسه وهرش جلده ثم يعود البرغوث ويلسعه وهكذا دواليك حتى ينهك الحيوان ويجرب ويفقد توازنه وتخور قواه ويقع ويموت. 
في سلسلة حلقات حرب الامدادات على قناة السوري الحر كل مساء يوم سبت نشرح جوهر حرب التحرير الشعبية "حرب الإمدادات"، وكل ما يتعلق بها من خطط واستراتيجيات وتكتيكات وتشكيلات قواتها وأساليب قتالها.
ما هي أساليب القتال التي تتميز بها الحرب الشعبية وتتفوق فيها؟ 
يجب أن يصب هدفنا في "الحفاظ على موقعنا الهجومي وتطويره، وبناء مبادراتنا على ساحة المعركة والإمساك بزمامها جيدا وتوسيع نطاقها، وإجبار العدو على القتال حسب رغباتنا" وذلك يعني إجباره على بعثرة قواته وتقليص اتساع تجهيزاته، مما يسمح بضربه في كل الأمكنة، ومن جهة أخرى نمنعه من استعمال التكتيكات التي يمتاز فيها "معركة مرصوصة مع تمركز قوي وخط جبهة محدد وحماية مؤمنة لخطوطه الخلفية" مما يسمح له بالاستفادة من تفوقه في القوة النارية "سلاح الطيران" وقدرته الكبيرة على الحركة، ولذلك وجب اتباع أسلوب حرب دون خط جبهة، ودون هدف محدد نهائيا، مع تجمع وتفرق بسرعة، وتتالي مناوشات وهجومات مركزة، ضاربين العدو في الوقت نفسه في كل مكان.
تكتيك حرب العصابات ضد الجيش النصيري، يعني تفوقه التقني لم يفده لكسب الحرب، حيث الشيعة والنصيرية واقعين في "تناقض أساسي" فإذا اتبعوا استراتيجية دفاعية عرضوا أنفسهم لهجوم الثوار وملاحقتهم وتركوا لهم مجالا حرا للنشاط، وإذا انتقلوا إلى الهجوم وأجبروا الثوار على التراجع، عادت العصابات وتشكلت في خطوطهم الخلفية. إمكانية تبادل الجبهة والخطوط الخلفية هذه بالنسبة للثوار يفسرها التداخل الوثيق بين الجيش السُنّي الحر والشعب، حيث يمكن للجيش الحر أن يذوب ثم يتشكل من جديد على خلف خطوط القوات المعادية. 
«حرب الشعب كله» هذه هي وحدها التي تسمح للثوار بالحصول على المعلومات والمساعدة والتموين والأسلحة اللازمة لكي يتنظموا، ويستطيعوا العيش في مناطق ومخابئ، وهي تفسر كذلك إمكانية وجود «مناطق محررة رغم تواجد مراكز عدوة»، أي تأمين حماية أرض وسكان منطقة وإمكانية الحركة فيها، حيث يبقى السكان مسيطرين عليها، رغم وجود عشرات المراكز المعادية. 
اندفاع الجماهير ومشاركتها بالقتال يعزز منه إلى حد كبير الدور السياسي والاجتماعي للكفاح المسلح، أي التغييرات التي أحدثت في البيئة الاجتماعية في المناطق المحررة. وهذه المناطق تشكل قاعدة اقتصادية ضرورية للثورة وتشارك الجماهير مباشرة بالقتال، ولابد من تقسيم عقلاني للعمل، للاستفادة، في الوقت نفسه، من إمكانيات البالغين والشيوخ والنساء والأطفال، في استعمال الأساليب الحديثة "حرب الإمدادات" والأساليب البدائية "الكمائن" في القتال. 
إن هذا كله يخلق قدرة هجومية عامة وشاملة، ويسمح للجيش الحر بتكييف خطته القتالية بحيث يستطيع الانتصار على قوة تفوقه عددا كما يستطيعه على قوة تصغره. 
الحرب الشعبية تضم القوات المسلحة الثورية من ثلاث فئات من القوات: 
ميليشيا العصابات الشعبية، والقوات المناطقية، والقوات العسكرية. ودور المليشيا هو الدفاع الذاتي، وهي باستطاعتها أن تجابه وحدات نظامية، والقوات المناطقية قادرة على القيام بعمل مستقل على نطاق واسع، أما القوات العسكرية فهي قادرة على إبادة فرق كاملة من المشاة أو المدرعات أو الدبابات ويتم القتال بتركيبة عمل هذه الفئات الثلاثة حسب الظروف. 
يبرز من كل هذا تفكير عسكري شامل ومنظم، ونظرة استراتيجية واضحة تدخل فيها كافة أنواع العمليات لتؤدي بتركيبها إلى الهدف المرجو، مع تحديد واضح لأهداف مرحلية يجب بلوغها، تدخل في نظرة استراتيجية واحدة، ويبرز شيء آخر:
وهو دور السكان وأهمية دعمهم للثورة ومشاركتهم بها، إن هذا يدل بوضوح على أن حرب العصابات ليست تكتيكا يسمح بالتفوق على العدو والانتصار بسهولة، ملغيا كل ضرورات العمل الثوري العادي الشاق، وإنما هي في النتيجة تكملة لاستراتيجية المشروع السُنّي (هوية عصبية مرجعية حرب الإمدادات) المرتبط بالجمهور، وذلك حتى في الميدان العسكري:
1. فحرب العصابات وقطع الإمدادات تستفيد في توسعها من وجود مشروع سُنّي يملك تجربة أكاديمية في وضع الخطط الاستراتيجية "السياسية والعسكرية" .
2. النضال الفكري وهو ليس مجرد ملحق بالنضال المسلح أو فقط شرط مسبق له، إن النضال الفكري مهم في المناطق المحتلة من قبل العدو، وفي المناطق المحررة، وبدونه لا يكون القتال الناجح ممكنا، يأخذ النضال الفكري في المناطق المحتلة أشكالا متنوعة وعديدة: 
مظاهرات، الحصول على المعلومات والمؤن، النضال ضد غلاء المعيشة، النضال داخل الجهاز الإداري، وكذلك تنظيم الجمهور ورفع مستوى الوعي عندهم للقضاء على «المشروع الشيعي وعصابتهم النصيرية الارهابية»، حيث يبرز الالتحاق بالجبهة في المناطق المحررة كردة فعل دفاعية جماعية، لا كعمل بطولي فردي. 
3. دورات تدريب القيادة السنية العليا في النضال أساسية لتخريج مدربين تعمل داخل الادارات المحلية والمؤسسات الثورية والنقابات، وتقوم كذلك بعمل بين صفوف الطلاب لتجنيدهم في المشروع السني. 
4. عمل الإقناع والشرح داخل صفوف قوات الأعداء: 
وهو يقوم على كسب الجنود بشكل فردي، وتظهر نتائجه خلال الحملات التي يقوم بها الثوار، إن ذلك يزرع مناخا من عدم الثقة داخل الجيش النصيري، ويساهم في زعزعته وإضعاف وخفض معنوياته وحث الضباط والجنود على الانشقاق عنه .
5. محاصرة الأرياف للمدن، فإذا كان الاحتلال الأجنبي الصليبي الروسي والشيعي الايراني يركز على أهمية المدن، فعلينا بشن حرب الإمدادات ومحاصرة المدن المحتلة من الأرياف المحررة، لتفعيل الحركة الثورية في المدن بعد حرمانهم من كافة الإمدادات وقود غاز كهرباء ماء غذاء دواء وصولا الى العصيان المدني داخل المدن نتيجة الحصار واجبارهم على الانتفاضة ضد العصابة النصيرية الإرهابية ونشر الفوضى والتفكك الداخلي في مناطق سيطرة العدو (هدم أسوار القلعة النصيرية من الداخل).
تدريب القيادة السنّية العليا / حرب الإمدادات
الدكتور أحمد جمعة
الكاتب : الدكتور أحمد جمعة
برنامج مجلس الطائفة السُنّية في سورية أولوية في الوظائف الحكومية وراتب بطالة لكل أسرة وقطعة أرض ولوح طاقة شمسية وفوقها حبة مسك. ليش؟ هيك أنا طائفي! في سوريا المتجددة ستكون الأولوية تنفيذ مشروع تنمية مستدامة: 1. حل الجيش والأمن وتوزيع السلاح على الطائفة باشراف وتدريب ضباط البلديات، في الإسلام كل الشعب جيش يوفر 75% ميزانية 2 . تعليم جامعي إلزامي، ضمان صحي، سكن للشباب، ماء كهرباء انترنت مجاني 3 . ميزانية مستقلة لكل البلديات، وسائل إعلام، مشيخة الإسلام في الشام 4. ضرائب 0 جمارك 0 بنوك 0 ادفع الزكاة في البلدية تعيش بكرامة وحرية 5. أجر ساعة العمل كحد أدنى 10$ في كافة القطاعات، أمومة النساء سنتين 6. قطع دابر الفساد وأموال "هوامير البلد" لتمويل فرص عمل في البلديات! 7. سلام مع كل دول الجوار سورية منطقة حرة ضمان استقرار يجلب الاستثمار 8. تحفيز استخدام طاقة شمسية شراء فائض كهرباء تعريفة خضراء 0.1$/kWh 9. برمجة وأتمتة قطاع الزراعة ودعم المزارعين = الأمن الغذائي الذاتي 10. مكافحة إرهاب الأقليات الطائفية وتجريم من ينكر المحرقة السنية. خادم الطائفة السُنّية في سورية الدكتور أحمد جمعة
تعليقات