المشروع السنّي عولمة الحضارات صفر الأزمات الفساد & الإرهاب Sunni project Globalization civilizations zero crises Corruption & Terrorism

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (سورة الأنبياء:107) صدق الله العظيم.
دولة الباطل ساعة و دولة الحق حتى قيام الساعة، الدولة السنّية (الأولى الراشدية، الثانية الأموية، الثالثة العباسية، الرابعة العثمانية) كانت منظومة قيم أخلاقية عالمية و نظام شريعة قوانين سماوية استمرت عشر قرون عاشت خلالها البشرية في عولمة استقرارية سادت فيها نعم إنسانية (أمن سلام حرية عدالة علم تطور تقدم رخاء نماء ازدهار)، لم يشهدها تاريخ الإنسانية في الحضارات السابقة (فرعونية صينية بيزنطية فارسية) حتى أصبحت الدولة السنّية أنموذجا ديناميكيا مفتوحا متجددا "بوتقة حضارات" انصهرت فيها مختلف العناصر الحضارية بدوافع ذاتية في عملية استقطاب طبيعية سلسة ودخل الناس في الإسلام دين الله أفواجا، (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
( Hadith The Prophet Muhammad (PBUH) said : I was sent by Allah/God to complement the best of morality)
سؤال: ماذا استفاد العالم بعد مائة عام من إسقاط و تفكيك الدولة السنّية (الرابعة العثمانية)؟
الجواب: حرب عالمية أولى ضحايا بلغت 30 مليون قتيل وبعدها حرب عالمية ثانية ارتفع فيها عدد الضحايا إلى 70 مليون بين مفقود و معوق و جريح و قتيل و بعدها قيام دولة إسرائيل وانتشار سلاح الدمار الشامل النووي و الكيماوي و الجرثومي و الكهرمغناطيسي وعولمة الفساد والمخدرات تفكك القيم وانحلال الأخلاق، تفشي الجريمة و الأمراض مثل السرطان و الايدز، أزمة عالمية مالية خانقة بطالة فقر جوع تلوث البيئة و الإرهاب.
ما هو الحل وقد أصبح العالم اليوم ‏منظومة‬ ديناميكية مغلقة متكاملة مستقرة وتحت السيطرة ؟
الجواب: إدخال "العنصر السنّي" في المنظومة القائمة لتصفير كل الأزمات و تحسين الأداء والمردود!
كيف؟ و ما هي الآليات؟!
المشروع السنّي – العولمة السنّية - الدولة السنّية (الخامسة الشامية)
منهج الدولة السنّية في مكافحة الفساد (Corruption)
مقدمة
 العدالة الاجتماعية في الإسلام دعا إليها وفرضها منذ اليوم الأول وكانت أحد أركان ودعائم الدولة السنّية الناشئة بالمدينة المنورة في ظل حقول من الألغام المحيطة بالمدينة وكثرة الأخطار التي تتهددها، وإلا فكيف بمجموعة من الرجال صغيرة العدد فرت من مكة في جنح الظلام معظمهم من الفقراء أن تنشئ دولة عظيمة في عشر سنوات من الزمان ثم تقارع كلا الإمبراطوريتين الفارسية والبيزنطية، ثم تواجه خطر تمرد القبائل العربية وحروب الردة بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لقد كان لابد من صمام أمان لهذه الأمة حتى يشتد عودها وقد كانت العدالة الاجتماعية جزء من هذا الصمام. العدالة الاجتماعية هي إعطاء كل فرد ما يستحقه وتوزيع المنافع المادية في المجتمع، و توفير متساوي للاحتياجات الأساسية، كما أنها تعني المساواة في الفرص؛ أي أن كل فرد لديه الفرصة في الصعود الاجتماعي.
ولا يشك عاقل في أن انعدام هذه العدالة الاجتماعية في أي مجتمع من المجتمعات سبب هام جدا من أسباب الفساد مهما كانت القوانين صارمة والعقوبات شديدة والحكومات حازمة في تنفيذ القانون، لذا من الضروري والحتمي لأي دولة تريد القضاء على الفساد أن تعالج هذه المشكلة. وقد وضع الإسلام قواعد وأسس العدالة الاجتماعية (التحرر الوجداني المطلق، المساواة الإنسانية الكاملة، والتكافل الاجتماعي الوثيق)، أما عن وسائل تحقيق العدالة الاجتماعية في الإسلام (الإسلام يفرض قواعد العدالة الاجتماعية، ويضمن حقوق الفقراء في أموال الأغنياء، ويضع للحكم وللمال سياسة عادلة، ولا يحتاج لتخدير المشاعر، ولا دعوة الناس لترك حقوقهم على الأرض)، أما سياسة الحكم فللمسلمين الحق في اختيار حاكمهم، والحاكم في الإسلام خادم الأمة "أجير الأمة" ملزم بالإنصياع لإرادة الأمة وعدم مخالفة شرع الله وتحقيق الشورى بينهم، وأنه لا يطاع الحاكم في معصية لله وللأمة حق خلع الحاكم طالما أخل بشروط الحكم وعلى رأسها إقامة شرع الله وتحقيق العدل، وأما سياسة المال فقد حفظ الإسلام الملكية الخاصة وحرم التعرض لها ووضع عقوبات رادعة لذلك، ولكن لا تستخدم هذه الملكية فيما يتعارض مع مصلحة الجماعة بل يجب أن تصب فيها، وسياسة المال في الإسلام تقوم على وسيلتين وهما التشريع المالي الذي يرمي إلى تحقيق المجتمع الصالح، وتوجيه التداول المالي لتطوير الحياة البشرية إلى الأحسن، كما أنها تقوم على قاعدتين وهما مبدأ الاستخلاف فالمال مال الله، والناس مستخلفون فيه بشرط حفظ شريعة الله فيه، وكل تجاوز للشرط نقض للاستخلاف، وقاعدة التملك المشروط: للفرد حق التملك والاستثمار بشرط الخضوع للشرع وبشرط التكافل الجماعي.
الفساد ظاهرة إنسانية قديمة في الأمم، ولا يكاد يخلو عصر من العصور من ظاهرة الفساد، والفساد سبب كل تخلف يصيب الأمة، وسبب لكل ما يتلوه من أمراض تطيح بأحلام أبناء الأمة وشبابها، والفساد سبب للاستبداد والدكتاتورية وخير معين للطغاة والفاسدين، فأينما وجد فساد وجد التخلف والعكس صحيح، وأينما وجدت الديكتاتورية والاستبداد وجد الفساد والعكس أيضا صحيح، حتى صرنا اليوم في ذيل الأمم وصرنا أكثر الناس تخلفا بعد أن كنا سادة هذا العالم، وصرنا أضعف الناس وأهون الناس بعد أن كنا قادة العالم، على الرغم من أن ديننا الحنيف يحارب الفساد بكل صوره ويقتلع أسبابه وجذوره.
1. الإسلام ومكافحة الفساد
الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا، فهو دولة و وطن، حكومة وأمة، خلق وقوة، رحمة وعدالة، ثقافة وقانون، علم وقضاء، مادة وثروة، كسب وغنى، جهاد ودعوة، جيش وفكرة، كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء بسواء، يعني الإسلام نظام حياة شامل كامل صالح لكل زمان ومكان ويصلح أحوال الناس والمجتمعات في كل زمان ومكان.
الدين الإسلامي الحنيف حارب الفساد منذ اليوم الأول لبعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فالإسلام ذاته ثورة ضد الفساد، بدءا من فساد العقيدة فقد جاء ليحرر الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وجاء ليقضى على الأخلاق الذميمة والعصبيات الجاهلية، وينشر بدلا منها، الأخلاق القويمة الحميدة، وتكون العصبية للدين وحده، جاء ليقضى على كل مظاهر الفساد الاقتصادية والاجتماعية ويؤصل بدلا منها كل ما هو حسن وكل ما من شأنه أن ينهض بالأمة ويجعلها رائدة العالم كله.
الإسلام عندما يتعرض لمشكلة من المشاكل فإنه يعالجها بطريقة حكيمة ومنطقية، فالإسلام ينظر إلى أسباب المشكلة الجوهرية ويسعى لعلاجها، فإذا ما عولجت الأسباب فمن السهل حينئذ علاج الأعراض والنتائج، وهكذا هو نهج الإسلام دائما، وفي محاربة الفساد ينتهج الإسلام نفس المنهج القويم، فالإسلام قد نظر إلى هذا الفساد بكل صوره وأشكاله وأعراضه، وأدرك أسبابه الخفية والظاهرة وعمل على علاجها علاجا جذريا حقيقيا وليس علاجا صوريا كما هي المناهج العصرية التي ينتهجها الناس اليوم في الدول ذات الدساتير الوضعية، لقد أثبت التاريخ أن النهج الإسلامي هو أنجع السبل في محاربة الفساد.
2. تنمية الوازع الديني
لأن جريمة الفساد إنما هي مخالفة صريحة للأوامر الإلهية ولما جاء بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه المطهرة صلى الله عليه وسلم، وهى مخالفة للضمير له أو تغييب له، فهو دليل على ضعف الوازع الديني لدى الفاسد والمفسد، ولهذا فإن الإسلام يعمل على تنمية وتقوية الوازع الديني لدى كل أفراد المجتمع حتى يكون الوازع الديني هو الذي يمنع المرء من ممارسة الفساد وارتكاب جرائمه، فقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ألا وإن لكل ملك حمى ألا إن حمى الله في أرضه محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)، وقد جاء الأمر الإلهي بالإصلاح ودفع الفساد بل والأخذ على يد المفسد حتى يتوقف عن فساده، فقال تعالى في كتابه الكريم سورة الأعراف (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56))، وقال عز وجل في نفس السورة (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85))، وقال عز وجل (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23)).
3. مكافحة الفساد كما وردت في نصوص القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة
لقد ذكر الله تعالى الفساد ومشتقات اللفظ في القرآن الكريم في حوالي خمسين آية كريمة، فتارة يتحدث سبحانه وتعالى عن الشرك والكفر والنفاق وهو فساد العقيدة فيقول تعالى في سورة البقرة ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11))، وذكر الفساد في القرآن بمعنى سفك الدماء وانتهاك الأعراض فقال تعالى في سورة القصص (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4))، وفي سورة سورة محمد ذكر بمعنى قطيعة الأرحام وقطيعة كل ما أمر به الله تعالى أن يوصل ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22)).
4. مفهوم الفساد
الفساد له الكثير من التعريفات، تشترك في وصفه بأنه إساءة استعمال السلطة العامة أو الوظيفة العامة في تحقيق كسب خاص، كما ورد في موقع الباحثة أميرة يونس معجم أوكسفورد الإنكليزي يعرف الفساد بأنه (انحراف أو تدمير النزاهة في أداء الوظائف العامة من خلال الرشوة والمحاباة)، وتعرفه منظمة الشفافية الدولية بأنه (كل عمل يتضمن سوء استخدام المنصب العام لتحقيق مصلحة خاصة ذاتية لنفسه أو جماعته)، ويعرفه البنك الدولي أنه (إساءة استعمال الوظيفة العامة للكسب الخاص)، وتعريفات الفساد كثيرة تتنوع تبعا لتنوع البيئة المتواجد فيها، ولكنها تدور كلها في فلك التعريفات المذكورة.
5. أسباب الفساد
تختلف أسباب الفساد من بيئة لأخرى حسب الثقافة السائدة، ولكن هناك أسباب أساسية متواجدة في كل المجتمعات وهى السبب الرئيسي في الفساد، و نوجز تلك الأسباب الرئيسية باختصار فيما يلي:
- ضعف الإيمان والوازع الديني، فالنفس الخاوية من الإيمان التي لا تخشى الله ولا رسوله، لا تبالي بارتكاب المحرمات، ولا تخشى من العقاب الرباني على الفساد في الأرض، ولا تشعر بالضيق ولا بالهم الذي يشعر به المؤمن في حال اقترافه الفساد، بل يزين له الشيطان سوء عمله ويسمى الأسماء بغير مسمياتها، فتراه بعد فترة لا يخشى من ارتكاب الفساد ولا يستتر من الناس، فيصير الفساد عادة والصلاح منكرا.
- إتباع الهوى وانتشار الأخلاق الفاسدة، مثل الكذب، والنفاق، والرياء، والغلظة، وسوء الظن، وعدم الوفاء بالعهود، والعقود، وخيانة الأمانة والرشوة والمحسوبية والاحتيال، والهوى ميل في النفس إلى الشيء وإتباع الهوى مذمة لما يؤدى إليه من معاصي ومفاسد، قال تعالى في سورة النازعات داعيا إلى عدم إتباع الهوى (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41))، وقال تعالى محذرا من إتباع الهوى في سورة ص الآية 26 ( وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)، ويقال أنه إنما سمى الهوى لأنه يهوى بصاحبه، فلذلك لم يذكر الله تعالى الهوى في كتابه إلا ذمه، وكذلك في السنة لم يجيء إلا مذموماً إلا ما جاء منه مقيداً بما يخرج معناه عن الذم كقولهم: هوى حسن، وهوى موافق للصواب، وقد قيل: الهوى لا يؤمن.
- ضعف السلوكيات الطيبة، وانتشار المادية بين الناس وتفكُّك عرى التكافل والتضامن الاجتماعي، وانتشار الأنانية والحقد والكراهية.
- فقدان الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وهو يعتبر صمام أمان للمجتمع من الفساد فإذا غاب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر تفشى الفساد وانتشر.
- الحكم بغير ما أنزل الله والتسلط على الناس وكبت الحريات، وتطبيق نظم وقوانين وضعية تخالف شرع الله عز وجل.
أما أسباب الفساد المختلفة حسب البيئة والظروف فنذكر منها على سبيل المثال لا الحصر وباختصار ما يلي:
- تمسك الحكام بالسلطة، ومحاولاتهم المستميتة للحفاظ على الكرسي أبد الحياة، وفي سبيل ذلك يفعلون أي شيء، فيعملون على نشر الفساد في أركان ومؤسسات الدولة حتى يقيدوا الناس بقيود من الفساد فلا يطالب الناس بحقهم في حياة كريمة وحريتهم وحقوقهم الأخرى المشروعة، وهذا هو ما يسمى بالفساد الأفقي.
- سياسة الخصخصة وتحويل القطاع العام إلى القطاع الخاص وما يشوب تلك العملية من مجاملات ومحاولات الحصول على أكبر قدر من المكاسب.
- شعور الناس أن القانون لا يطبق إلا على البسطاء منهم، بينما كبار الفاسدين لا يقترب أحد منهم وهم فوق القانون.
- ضعف المجتمع المدني وتهميش دور مؤسساته في مواجهته والتصدي له.
- التفاوت الرهيب في الأجور بين عامة وكبار الموظفين في الدولة بشكل يثير الحنق والغضب لدى البسطاء.
- شعور عامة الناس أنهم غرباء أو مواطنون من الدرجة الثانية لأنهم لا يتمتعون بأبسط حقوقهم الآدمية في المأكل والمسكن والعلاج.
- تغلب علاقة النسب والقربى على الواجبات والالتزامات على حساب مبدأ الكفاءة المهنية.
- انتشار مظاهر الجهل ونقص المعرفة بالحقوق والواجبات.
- ضعف الرقابة ومتابعة الأداء الوظيفي، وفي كثير من الأحيان يطال الفساد أجهزة الرقابة أيضا.
- غياب التشريعات والأنظمة التي تكافح الفساد، أو وجود تشريعات قاصرة في تعريفها لمفهوم الفساد ورؤيتها الجزئية لوسائل محاربته.
- ضعف السلطتين القضائية والتشريعية وخضوعها للسلطة التنفيذية.
- قوة ترابط وتكاتف الفاسدين والمفسدين ودقة تنظيمهم واتساع نطاقهم.
6. صور الفساد وأنواعه
للفساد صور وأشكال مختلفة، تتنوع أيضا بحسب البيئة والظروف المحيطة، ومن الصعب حصر كل مظاهر وأشكال الفساد، ومن أبرز صور وأشكال الفساد في العصر الحالي وأكثرها انتشارا:
- من صور الفساد في مجال المال: السرقة والاختلاس والرشوة، والتربُّح من الوظيفة، واستغلال الجاه والسلطان والربا، والمضاربات والقمار ومنع الزكاة، وصور خيانة الأمانة في المعاملات المالية.
- من صور الفساد في مجال العمل: الإهمال والتقصير، والتعدِّي على لوازم العمل، وعدم الإتقان، وعدم الانضباط والالتزام بنظم العمل، والمحسوبية وعدم تكافؤ الفرص، وبخس العامل حقوقه.
- من صور الفساد في مجال الاستهلاك والإنفاق: الإسراف والتبذير، والإنفاق الترفي والبذخي والمظهرية، والتقليد غير النافع، وعدم الالتزام بالأولويات الإسلامية.
- من صور الفساد في مجال التداول والتجارة: الغش والتدليس، والغرر والجهالة، والغبن والبخس، والمماطلة في أداء الحقوق، والاحتكار والمعاملات الوهمية والرشوة والعمولات الزائفة. ونضيف إلى ذلك أيضا الواسطة ونهب المال العام، والابتزاز والمحاباة وغير ذلك من المظاهر.
7. قصور الرؤى المجردة لمكافحة الفساد
 قضية محاربة الفساد تشغل الجميع، بدءا من الشعوب وليس انتهاء بالحكومات بل حتى المنظمات الدولية قد عملت أيضا على محاربة الفساد، ووضعت تعريفات للفساد وكذلك سبل ومقترحات لمواجهة هذا الفساد، إلا أن الملاحظ في غالبية هذه السبل المتبعة لمحاربة الفساد هو قصورها في تعريف مفهوم الفساد، وكذلك أسباب الفساد، ومن ثم وجود قصور في سبل معالجة ومحاربة هذا الفساد، علاوة على أن غالبيتها يعالج المشكلة ولا يعالج السبب، ورغم وجود بعض الحلول التي تعالج الأسباب إلا أنها تعالج الأسباب البسيطة وليس الأسباب المتجذرة التي هي الأساس في وجود ظاهرة الفساد وانتشاره في المجتمع.
8. المراتب الخمس للإفساد في الأرض
وبالنظر إلى الآيات في القرآن التي تحدث فيها ربنا عز وجل عن الفساد، نجد أن فساد البشر على مراتب خمس(5) نوجزها فيما يلي:
1. إفساد النفس بالإصرار على المعصية والذنب والتولي عن الحق والإعراض عنه، وفعل المحرمات ومخالفة أوامر الله عز وجل.
2. إفساد الذرية والأتباع والأولاد حيث أنهم يقتدون بالكبار ويقلدونهم في مساوئهم.
3. إفساد الدائرة المحيطة بالمفسدين عن طريق بث أخلاق وصفات ودعاوى الفساد، وذلك بالإسراف في المعاصي حتى يتعدى أثرها إلى غير أصحابها.
4. إفساد الدائرة الأوسع في المجتمعات عن طريق إشاعة الأمراض الاجتماعية المفسدة بواسطة المضلين مثل إثارة فتن الشبهات والشهوات، والوقوف في وجه المصلحين وإحداث العقبات في طرقهم زعماً بأنهم يقفون ضد مصالح الناس.
5. الإفساد الناشئ عن فساد الحكام والقادة والزعماء، وهو الفساد الأكبر، لأن الكبراء إذا فسدوا في أنفسهم فإنهم ينشرون الفساد بقوة نفوذهم واستخدام سلطاتهم وقوتهم.
يتبع ..
الدولة السنّية - مكافحة الفقر البطالة العنوسة المخدرات تلوث البيئة والإرهاب
إعداد الفريق السنّي
أنا ‫‏سنّي .. مشروعي سنّي .. مرجعيتي ‫‏سنّية
لا قضية بلا هوية لا سياسة بلا مرجعية
هويتنا سنّية و مرجعيتنا مشيخة الإسلام في بلاد الشام
‫‏شام شريف "‏صوت الأكثرية السنّية"
‫‏دمشق 25/12/2015 

الدكتور أحمد جمعة
الكاتب : الدكتور أحمد جمعة
برنامج مجلس الطائفة السُنّية في سورية أولوية في الوظائف الحكومية وراتب بطالة لكل أسرة وقطعة أرض ولوح طاقة شمسية وفوقها حبة مسك. ليش؟ هيك أنا طائفي! في سوريا المتجددة ستكون الأولوية تنفيذ مشروع تنمية مستدامة: 1. حل الجيش والأمن وتوزيع السلاح على الطائفة باشراف وتدريب ضباط البلديات، في الإسلام كل الشعب جيش يوفر 75% ميزانية 2 . تعليم جامعي إلزامي، ضمان صحي، سكن للشباب، ماء كهرباء انترنت مجاني 3 . ميزانية مستقلة لكل البلديات، وسائل إعلام، مشيخة الإسلام في الشام 4. ضرائب 0 جمارك 0 بنوك 0 ادفع الزكاة في البلدية تعيش بكرامة وحرية 5. أجر ساعة العمل كحد أدنى 10$ في كافة القطاعات، أمومة النساء سنتين 6. قطع دابر الفساد وأموال "هوامير البلد" لتمويل فرص عمل في البلديات! 7. سلام مع كل دول الجوار سورية منطقة حرة ضمان استقرار يجلب الاستثمار 8. تحفيز استخدام طاقة شمسية شراء فائض كهرباء تعريفة خضراء 0.1$/kWh 9. برمجة وأتمتة قطاع الزراعة ودعم المزارعين = الأمن الغذائي الذاتي 10. مكافحة إرهاب الأقليات الطائفية وتجريم من ينكر المحرقة السنية. خادم الطائفة السُنّية في سورية الدكتور أحمد جمعة
تعليقات