ان التحديات التي تواجهها النخبة السنية وعليها الاستعداد لها هي ليست تحديات اليوم بل تحديات الغد و ان تنتقل من مرحلة رد الفعل الى مرحلة الفعل و اقتراح مشروع نهضوي و فتح أفاق التفكير والحركة امام القواعد الشعبية السنية.
الحرب بالمفهوم الغربي "دينامو التقدم" و لكن بالنسبة لنا هي قبل كل شيء معركة وعي يعني اكتشاف الهوية الذاتية "الهوية السنية" و تحديد هوية العدو "النصيريين و الشيعة" و استشراق مستقبل افضل تستعيد فيه الامة كرامتها و تسترد قرارها و تعيد فرض نفسها كأمة فاعلة في خريطة الشعوب والامم.
لا يوجد وصفة سياسية جاهزة، لذلك فإن عملية بناء المشروع المستقبلي للأمة هي مسؤولية جماعية تقع على عاتق النخبة و هذه النخبة تتشكل من كل الافراد الذين ينتدبون انفسهم و يتقدمون الصفوف بمبادرة ذاتية مدفوعين بحس الواجب.
ان تجاربنا الفردية جميعها تشكل بمجموعها تجربة الامة كما يتشكل البحر من نقاط الماء التي لو بقيت معزولة لتبخرت و لتركت ورائها أرضا قاحلة لا حياة فيها.
على كل فرد منا ان ينظر حوله و يستقي مما يكتبه الآخرون و يرتقي بفكره و يعيد انتاج آرائه
و طروحاته بشكل ارقى يسمح للأخرين من هضمها و الاستفادة منها.
على كل فرد منا ان ينطلق من الحّيز الفردي الذي صنعه لنفسه نحو افق اوسع و لتكن الكلمات التي يكتبها جزء من التربة المباركة التي ستنبت عليها شجرة الامة الباسقة و الوارفة.
اكثر من سنتين مرت على بداية الحرب الشيعية السنية، شهدت خلالها منطقتنا تغييرات عظيمة أطاحت بشكل عاصف بمقومات الحقبة النصيروصفوية.
بالرغم من عدم قدرتنا نحن أهل السنة حتى الأن على حسم المعركة لصالحنا ميدانياً و من عجزنا عن اعتماد مشروع فكري واضح و اخفاقنا في تنظيم صفوفنا وفق الاستراتيجية الحربية "تحت سقف "العصبية السنية" فان تسارع انهيار المنظومة النصيروصفوية يضعنا امام تحديات متجددة ترفع بشكل دائم ما تتطلبه من سقف الجهوزية و مستوى الاعداد و طبيعة الرد.
خلال الأشهر الماضية و نحن نخوض الحرب الدينية جرت بشكل طبيعي عملية فرز كبيرة للأفراد الذين يتمتعون بحد ادنى من المقومات و المؤهلات النخبوية.
جهوزية الامة في معركتها تحددها وجود نخبة تتمتع بحد معين من الوعى و لديها القدرة على تنظيم نفسها و لديها القدرة على الشحن العاطفي وتفعيل الديناميكية الشعبية لحشد الاكثرية السنية المقاتلة من أجل الحرية و تحرير سوريا من الاحتلال النصيروصفوي.
من الواضح للجميع هو ان العصابة النصيرية الحاكمة تؤدي دوراً أساسياً و حيوياً في منظومة الامر الواقع الإقليمية و على خط تقاطع المحورين "الغربي – الشرقي" بشكل لا يمكن الاستغناء عنه.
لقد وقع خيار الأمريكان على الاخونجية الذين يشكلون الجزء الاكبر من احتياطهم الاستراتيجي في المنطقة العربية الى جانب الشراذم العلمانية و المجموعات السلفية. و كان اعتماد الإخونجية و بجرعات علمانية و سلفية بسيطة هو ما تفتقت عنه العبقرية الامريكية كالتركيبة الاكثر فعالية لاحتواء المنطقة العربية.
بالنسبة للوضع السوري كان الخيار الامريكي احداث تغيير مدروس يستبدل الجانب القمعي للعصابة الحاكمة بشراكة أخونجية تنزع صاعق الغضب السني و تستبدل القمع البوليسي بالتدجين الفكري و الثقافي و الاجتماعي.
لكن الامور سرت بغير ما تشتهي سفن الأميركيين و حلفائهم الإقليميين من حكام الخليج و تركيا لسبب بسيط جداً و هو ان ديناميكية التغيير اتبعت آليات الحركة الخاصة بالأمة و التي لا يلم الغرب بها و لم تتبع الآليات ضمن الاقانيم التقليدية المعروفة من الغربيين.
عاشت سورية سنية حرة مستقلة
حزب الوطنيين الاحرار السوريين
اللجنة السياسية
حمص
07/07/2013
