لا جدوى من الجدل حول الموقف الغربي و الشرقي خصوصا و الأممي بشكل عام من "الحرب الدينية " التي تشنها العصابة النصيرية الفاشية على الاكثرية السنية في سوريا بمشاركة الروافض و الشيعة المجوس و دعم غير منقطع لهم من الحلف "اللأخلاقي العلماني" الانتهازي الروسي – الصيني و بعض الدويلات المارقة "السابحة "في مستنقعهم المافيوزي ، و لا جدوى كذلك من الجدل حول تضحيات المقاتلين السنة على الارض بمختلف مشاربهم و انتماءاتهم الفقهية فإن دمائهم "الدماء السنية" أذكى و اطهر من تقييمنا و جدلنا.
الحرب الدينية في سوريا هي معركة الأمة الإسلامية بأسرها و ليست معارك متنافرة تخوضها جماعات جهادية متفرقة أو ثوار مدنيين أو عناصر و ضباط منشقين "الجيش الحر" ، المنطق السوي للأمور يقول بان شراسة المعركة و تكتل الأعداء من الروافض و الشيعة سينعكس توحدا لصفوف أهل السنة ، لكن العكس هو الذي يحصل الآن مع الأسف تشتت و تنافر و تدابر.. لماذا؟؟؟ هذا السؤال برسم كل المخلصين و أهل الفكر و العمل و أهل "الحل و العقد" وكافة السياسيين و الناشطين و الإعلاميين بما فيهم أبطال "الفضاء الافتراضي" الفيسبوك و غيره من وسائل التواصل لان الجهاد بالكلمة له أثره أحيانا كالرصاص.
الية التنافر و التباعد كانت و ما تزال نتيجة القراءات المتسرعة للواقع و لتطور الأمور على خلفية التجارب الفردية و الجماعية لكل منا حيث أن سطحية الفهم للتشابكات المعقدة تجعل البعض يتوهم إننا مازلنا في حالة "ثورة" و الواقع الإقليمي و الدولي و توازن القوى العالمية يؤكد للبعض الأخر أننا نخوض"حرب" و هذا التباين في المفاهيم و تحديد "العدو" بشكل صحيح حيث "الثورة" ضد "نظام" يضم مختلف الطوائف تختلف عن "حرب مع "عصابة" طائفية وكل هذا و عوامل أخرى قلصّت أرضية التوافق على ألية "الانتصار" و أدى ذلك إلى مزيد من الشرذمة و التفتت مما أفسح المجال للقوى الخارجية بالتلاعب بنا و القيام بتصنيع قيادات ثورية على أهوائها لمن يعتقد انه مازال في حالة "ثورة" ودعم وتمويل "أمراء حرب" مختارين من القادة الميدانيين على الأرض عبر دول إقليمية معروفة لمن يعتقد انه نخوض "حرب" .
ما هو القاسم المشترك الكبير الذي لا يمكن اختزاله و لا يمكن التعمية عليه؟؟؟.
ما هو السقف الذي يجب أن يحكم كل الفروقات العقائدية أو الفكرية أو النظرية إن كان على المستوى السياسي أم على المستوى الميداني؟؟؟.
ما هو العصب الذي يمكنه أن يشدنا جميعا إلى مركز واحد و يحصن الاكثرية السنية المقاتلة من أجل الحرية من محاولات الاستيلاء عليها باسم الوطنية أو العلمانية أو الديمقراطية أو غيرها من الاصطلاحات التي تشبه طلاسم الشعوذة.
نحن لسنا في مرحلة بناء فكري أو سياسي بل إننا في خضم "حرب ضروس" تستهدف وجودنا و ديننا و نحن في مواجهة أعداء يريدون إبادتنا جسديا و يريدون تدمير كل مقومات وجودنا الحضاري.
لا بد من وجود أرضية مشتركة تتميز بالصلابة و المتانة و بقدرتها على استيعاب كل الأطروحات الفكرية و العقائدية و السياسية و تحكم سقف الاختلاف و تضعه تحت سقف المصلحة العليا للأمة.
نحن بحاجة إلى أرضية مشتركة لا يمكن اختراقها من قبل الأعداء النصيريين والروافض الشيعة المجوس و من خلفهم و لا يمكن تلويثها بمفاهيم قاصرة أو مشوهة.
نحن بحاجة إلى أرضية مشتركة تكون بمثابة الهوية لنا، تكون بمثابة الإستراتجية لنا و تكون من الوضوح بما يمكننا أفرادا و جماعات من التماهي معها.
نحن بحاجة إلى أرضية مشتركة لا يتأفف احد من الانتماء إليها و لا يستنكف احد عن اللجوء إليها.
نحن بحاجة إلى أرضية تنبذ من تلقاء نفسها كل دخيل علينا و تكون نارا يحرق كل لبوس مخادع و ماحصة تكشف عورة كل زنديق.
إنها العصبية السنية - عصبية الانتماء لرسول الله، إنها راية بدر و أحد،
راية لا إله إلا الله محمد رسول الله
عاشت سورية سنية حرة مستقلة
حزب الوطنيين الأحرار السوريين
اللجنة السياسية
بالتصرف عن الدكتور غسان
حمص
14/04/2013