بسم الله الرحمن الرحيم
يزعم الشيعة أنهم مؤمنون بالقرآن كله أنه كلام الله الخالق الواحد المنزل على قلب النبي "محمد" صلى الله عليه و سلم.
و لقد قال الله تعالى في كتابه :
"لا تزر وازرة وزر أخرى"
و معنى هذه الآية الذي قطع به جميع المفسرين هو :
"إن الله لا يؤاخذ عبدا بذنب ارتكبه عبد غيره مهما كانت صلة القرابة بينهما ما لم يكن شريكا معه في ارتكاب الذنب".
و هذا المعنى مجمع عليه لدى كل أهل القبلة و ليس فيهم مخالف و أيضا كل الملل الأخرى على وجه الأرض حتى الملاحدة منهم يعترفون بمضمون هذه الآية فلا يوجد في العالم قانون يعاقب إنسانا على جريمة ارتكبها أحد غيره ، و هذه الآية تفيد بأن العقوبات على الذنوب مقصورة على مرتكبيها لا تتعدى إلى ورثتهم أو عصبتهم مهما كانت درجة القرابة ، فلا يقتل أب بجريمة ابنه و لا يرث الإبن العقاب عن أبيه إن مات أبوه و لم يعاقب.
لقد استشهد "الحسين بن علي" رضي الله عنهما و الكثير من أهل بيت النبي صلى الله عليه و سلم على أيدي الشيعة الرافضة الأوائل في موقعة الطّف منذ ما يزيد عن ألف
و ثلاثمائة و سبعين عاما و لقد قتل جميع من شارك في قتله تقريبا و حتى الذين قتلوا قتلة "الحسين" رضي الله عنه قتلوا و جميع من شارك في جريمة "الطف" لقي ربه و حسابه الباقي عند الله ، و حتى أبناؤهم و أحفادهم و كل ورثتهم تفانوا منذ أكثر من ألف و مائتي سنة.
و بعد سقوط "الدولة الأموية" و وصول "الهاشميين العباسيين" إلى الخلافة و السلطة فني حتى أولئك الذين رضوا بقتل "الحسين بن علي" رضي الله عنهما و لا يوجد منذ أكثر من ألف و مائة عام على وجه الأرض أحد من الناس رضي أو يرضى أو يسره ما أصاب "الحسين بن علي" رضي الله عنهما يوم "الطّف".
الآن نسأل :
نحن نسمع بشكل شبه يومي في حسينياتهم و مجالس عزائهم و لطمياتهم و اجتماعاتهم صيحات تتعالى "يا لـثـارات الحــســين".
إنهم يحرضون على الأخذ بثأر "الحسين بن علي" رضي الله عنهما فهل يمكن أن يخبرونا و يخبروا (الشيعة!) أنفسهم و يخبروا العالم ممن سيأخذون بثأر "الحســين بن علي" رضي الله عنهما ؟!!
هل سيأخذونه من الموتى و من تراب قبورهم ؟ أم سيأخذونه من سلالة هؤلاء الموتى ؟ ثم و لو تجاوزنا القاعدة الكبرى "لا تزر وارة وزر أخرى" و افترضنا أنه يسوغ لهم أن يأخذوه من أحفاد أحفاد سلالة قتلة الحسين فهل يعرفون بالضبط أسماء أحفاد قتلة "الحسين بن علي" رضي الله عنهما و هل يستطيعون إثبات نسب هؤلاء إلى القتلة ؟؟..
فإذا زعموا أنهم سيأخذون بثأر "الحسين" من الذين يرضون بقتله فهل يوجد في العالم كله من يرضى بقتله رضي الله عنه أو بقتل أحد من أهل بيته ؟
و لماذا لا يبحثون عن ثأر "علي بن أبي طالب" و لا عن ثأر "الحسن بن علي" رضي الله عنهما و لا يطلبون إلا بثأر"الحسين" و القتل هو القتل و الثأر هو الثأر ؟
ممن أذاً سيأخذ الشيعة الثأر و لمن ؟
الحقيقة هي أنهم سيأخذون الثأر من الذين قتلوا الجد الثاني لأئمتهم المزعومين بداية من "علي بن الحسين" و انتهاء بـ "الحسن بن علي" (العسكري) و هو "كسرى يزدجرد" الذي هدم المسلمون ملكه و دمروا حكمه و أبادوا دينه و لغته و أماتوا حروفها و تراثها
و اطفأوا نيران معابده و أخرجوا عبيده من ظلام حكمه إلى عدل الإسلام و نوره و هذا هو الثأر الحقيقي الذي يبحث عنه دهاقين المجوس ، الثأر من أمة الإسلام التي تفاخر بأنها قضت على مملكة الشر المجوسية و لا يزال أبناؤها يحتفلون بنصرهم هذا و هم به فرحون ، و هذا فقط هو المسوغ المعقول لطلب دهاقين المجوس لثأر أجدادهم من أحفاد قاتليهم و مبيدي خضرائهم.
و لكننا إن قلنا يا لثارات "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه فإن قضيتنا ستكون محقة على مقياس أن الشيعة المجوس راضون بقتله و يفتخرون بأنهم من اغتاله و يحتفلون بذلك و هذا ينطبق كذلك على الشهيد "عثمان" رضي الله عنه و على "الحسين" فهم من استدرجه إلى الطّف و اغتاله هناك مع أسرته رضي الله عنه و هم يعترفون بذلك
و يقرون به في كتبهم ، و إن قلنا يا لثارات "بلوشستان" و يا لثارات "الأحواز" و يا لثارات "العراق" و يا لثارات "الشام" لما كنا إلا محقين و صادقين و أهل عدل لا ظلم فيه فكم من المجازر التي ارتكبها بحق الملايين قادة و عامة الشيعة في يومنا هذا و هم يفاخرون و يحتفلون ؟
و كما قالوا أن دم "الحسين" (حقيقة دم كسرى يزدجرد) يفور في قلوبهم و لا تطفيء نار ثأره إلا دماء أحفاد من قتله ، فنحن نقول إن لدماء ضحايا أهل السنة لنارا و حرا لا ينطفيء في قلوب فرسان الشام أحفاد أبي عبيدة و خالد و سعد و عمر و أبي بكر و علي و عثمان و معاوية ، و لا تنطفيء هذه النيران إلا بدم آخر شيعي يباد من على وجه البسيطة و سيكون هذا قريبا بإذن الله تعالى ..
مشيخة الإسلام في بلاد الشام الشريف
شوال 1433