الثوار يبدأون حرب المطارات في تأكيد لمعلومات"السياسة"
لندن - حميد غريافي: 30/08/2012
دمشق - وكالات:
نفت مصادر دفاعية بريطانية صحة تأكيدات قائد الجيش الروسي الجنرال نيكولاي ماكاروف أن بلاده لا تعتزم انهاء وجودها العسكري في سورية, كاشفة أن معلومات حلف شمال الاطلسي الاستخبارية تؤكد أن معظم قطع الاسطول البحري الروسي, المتواجدة في ميناء طرطوس, غادرت تباعاً ابتداء من النصف الاول من يونيو الماضي, بدليل ان القيادة الروسية في المتوسط أنهت مناورات بحرية صيفية مشتركة مع البحرية السورية قبل موعد انتهائها المقرر. (راجع ص 22 و23)
وقالت المصادر الدفاعية في لندن ل¯"السياسة", أمس, ان الحكومة الروسية "تغش حلفاءها في الخارج وشعبها في الداخل عندما تتحدث بنبرة عالية عن دعمها نظام الاسد وعزمها على عدم التخلي عنه والابقاء على نحو 100 الف مواطن روسي في سورية معظمهم يعمل في الحقول العسكرية والامنية والاقتصادية لدعمه وطمأنته, وهذا ما سيؤدي في النهاية الى اصابة الروس وحلفائهم في سورية وايران وبعض المنظمات الارهابية في الشرق الاوسط بالاحباط وخيبة الامل إذا استخدم الغرب القوة العسكرية لاسقاط نظام الأسد, إذ سيجد العالم ان قاعدة طرطوس خالية من الحياة الروسية تحت قصف طائرات الأطلسي القواعد العسكرية والامنية والاقتصادية والصاروخية والكيماوية السورية, لأن موسكو ليست فقط غير مستعدة بل أيضاً غير قادرة على مواجهة المجتمع الدولي في سورية, وبالتالي فإن الروس لن يكونوا موجودين في طرطوس لدى فرض الغرب مناطق حظر جوي ومعابر آمنة, تشمل القاعدة الروسية".
وبحسب تقارير ديبلوماسية أوروبية, فإن مقربين من رئيس الحكومة ديمتري مدفيديف يرفضون منح اللجوء السياسي في روسيا للرئيس بشار الأسد وشقيقه ماهر وأقاربه وقادته العسكريين والامنيين والحزبيين, لأن ذلك يعني معاداة الشعب السوري ومنعه من محاكمتهم على جرائمهم.
وفي أول حديث إعلامي له منذ مقتل أربعة من كبار أركان نظامه في تفجير مبنى الأمن القومي بدمشق, الشهر الماضي, اعتبر الأسد, في مقابلة مع قناة "الدنيا" السورية الموالية له, بثتها ليل أمس, أن الوضع "أفضل عملياً" بالنسبة لقواته, وأن الحسم العسكري "بحاجة إلى وقت", مؤكداً أن الحديث عن إقامة مناطق عازلة في بلاده أمر "غير واقعي".
وبعد أن كرر حديثه عن خوض نظامه حرباً "عالمية واقليمية", قلل الأسد من أهمية الانشقاقات السياسية والعسكرية الواسعة التي شهدها نظامه, معتبراً أنها "إيجابية" لأنها "عملية تنظيف ذاتية للدولة أولاً وللوطن بشكل عام".
على الأرض, شن "الجيش السوري الحر" هجوماً نوعياً على مطار تفتناز العسكري في ريف ادلب دمر خلاله خمس مروحيات, وهو ما يؤكد معلومات "السياسة" التي كشفتها يوم الجمعة في 17 أغسطس الجاري, لجهة استعداد الثوار لبدء معركة المطارات بهدف شل القدرات الجوية لقوات نظام الأسد.
واستناداً إلى دراسة عسكرية لقائد "المجلس العسكري" في حمص وريفها العقيد الطيار الركن قاسم سعد الدين, انفردت "السياسة" آنذاك بنشر أسماء ومواقع 26 مطاراً حربياً رئيسياً مع عدد المقاتلات والمروحيات الموجودة فيها, أحدها هو مطار تفتناز الذي تعرض للهجوم أمس.
وجاء ذلك تزامناً مع استمرار القصف والمعارك في مناطق عدة, سيما دمشق وريفها وحلب وحمص, ما أدى إلى مقتل 89 شخصاً على الأقل, نصفهم في العاصمة ومحيطها.
