قبل ثلاث اسابيع وتحديدا بتاريخ 07/03/2012 حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحا تلقيت مكالمة هاتفية من سيدة مجهولة سابقا بالنسبة لي ورقم التلفون ظهر عندي باسم تحت "محمود" غرفة اخبار قناة العربية الذي اتصل بي قبلها يطلب مني مداخلة على القناة لشرح الوضع الميداني بالرستن المحتلة كوني رئيس رابطة ابناء الرستن وعلى تواصل دائم بشكل يومي واحيانا على مدار الساعة مع الثوار والضباط الاحرار والكتائب المقاتلة التابعة للمجلس العسكري في المنطقة الوسطى، وعندها نصحت المدعو " محمود" ان يتصل بشكل مباشر مع المركز الاعلامي بالرستن ليتم تغطية الوضع الميداني بشكل افضل وبتفاصيل ادق كونه هناك الشباب على الارض في قلب الحدث وتحت القصف المستمر مباشرة ، ما لفت انتباهي واستغرابي للوهلة الاولى هو علاقة اتصال تلك السيدة من تلفون المدعو " محمود " وبعد ان سألتها من حضرتك اجابت " بسمة" وبصوت يظهر عليه " الخشونة" ولا يوحي بصوت الانثى " الناعم" بل اقرب الى صوت الرجل "المدخن" وتذكرت حالا ان دخان " الغليون " يؤثر على صوتها كونها بجانبه دائما، كانت نبرات صوتها هادئة رصينة وباردة وتشبه " الروبوت" وبعد ان تكلمت معها عدة دقائق فهمت ان اتصال المدعو " محمود " كان فقط للتأكد من رقم تلفوني ليس الا، فقمت بارسال حسابي على السكايب لها وتم الاتفاق معها على اجتماع مسائي على السكايب ، لم يمضي ساعة على انهاء مكالمتي مع الام " تيرزا " حتى اتصل بي شخص مجهول ولم يظهر رقم تلفونه عندي وسألته من حضرتك ؟ اجاب انا العميد الشيخ فقلت له " المندس " فورا اغلق الخط وفهمكم كافي ، عموما تم الاجتماع مساء ذلك اليوم على السكايب واليكم باختصار فحوى الموضوع حيث عبرت الست " بسمة " عن رغبتها بتقديم المساعدة والدعم الى المجلس العسكري بالمنطقة الوسطى وطلبت مني مساعدتها بايصال ذلك الدعم الى الضباط المنشقين حيث لايوجد لديهم حسابات بنكية والسبيل الوحيد هو " التهريب " وخصوصا بعد مرور عام على الثورة اصبح عندنا خبرة كافية بأمور التهريب كوننا نقوم بتهريب بعض السلاح والمال الى الداخل الذي يتم التبرع به من المغتربين المتبرعين وحجم ذلك الدعم حتى تاريخه لم يتعدى بضع الاف من الدولارات او الطلقات الرصاصية او بعض صناديق الادوية والاغاثة، طبعا "عرضها " كان مفاجئ لي و طلبها تقديم الدعم فورا اخذ بمخيلتي الى رسم خطوط تهريب جديدة كوني تصورت ان حجم الدعم سيكون بالملايين ولا يوجد عندنا خبرة كافية لاستيعاب وتمرير تلك الحجوم فقلت لنفسي يجب علي الاستعانة بخبرات اجنية اذا لزم الامر او استئجار طائرات " شراعية " تحمل تللك الملايين ليتم رميها فوق المناطق المنكوبة التي تحتاج الدعم الفوري بواسطة " البرشوت" واخطار الضباط لكي ينظروا الى السماء لمشاهدة بعض معجزات المجلس الاخوانجي من مال حلب " السماء تمطر ذهبا" ، عموما لم يستمر هذا الحلم طويلا حيث السيدة تيرزا المجلس " بسمة " اجهضدت احلامي عندما اجابت على سؤالي عن حجم الدعم الذي تنوي تقديمه وشروطه حيث قالت نود تقديم 15 الف دولار " كاش " ومثل ذلك مساعدات عينية غذائية تموينية للضباط والمقاتلين والمتظاهرين المدنيين والصبايا والشباب والصغير والكبير وحتى الى " المقمت بالسرير" والمواد التموينية مثلا " مرتديلا ، سردين ، ميوسلي ، يبيس وكبيس ، زيت وزعتر" تبادر لذهني فورا انه هذه المخصاصات لكل ضابط ومقاتل " بلا تشابيه مثل الجيش الامريكي او الاوروبي " لكن سرعان ما اكدت لي انه بشكل عام لكافة الضباط والكتائب المقاتلة في المنطقة الوسطى فقلت لها " يا ماما تيرزا" عندنا اكثر من مائة ضابط وصف ضابط منشق فقط بالرستن وعدد المقاتلين بالاف اصبح عندنا فهل تعتقدي ان مثل هذا الدعم الذي يشبه " التسول" يكفي فقالت امكانياتنا محدودة بالمجلس وعندنا مصاريف كثيرة وعدد اعضاء المجلس عندي الان يفوق عدد ضباطكم بالرستن بمرتين " ما عدا المنشقين عن المجلس" ومنهم برتبة " عماد الدين" وفيهم الحلو واللفان وحتى" المالح " وعندك من بلغ درجة " الكمال " والحبل على الجرار و"العمل الوطني " مستمر بالتدفق مثل "التيار " بنوعيه المتناوب والمستمر ، فلم استطع صبرا لشرحها وبلهجة "المستغرب " طلبت توضيح تقريبي " زائد ناقص مليون " عن الخمس ملايين دولار التي تلقاها " المجلس الاخوانجي الحلبي " لدعم الجيش الحر فقالت نعم تلقينا هكذا مبالغ من السعودية وقطر لكن انت تعلم انها لاتكفي لتغطية مصاريف عودة " الاعضاء المنشقين " وسفرات " غليون تورز" المكوكية لحشد الدعم والطواف والسعي " ...من كل فج عميق" ، طبعا بطبيعتي البرغماتية واستنادا على المثل القائل بالعامية " شعرة من ط ... الخنزيز مكسب " فورا وافقت واعطيتها اسمي وعنواني لكي يتم رصد مبلغ 15 الف دولار عليه وبعدها اقوم بتهريب المبلغ الى ضباطنا بالداخل وقالت لي سوف يتصل بك ضابط الارتباط المالي الذي ينقل لك البشارة كون اسمه بشار " الحراكي " فقلت لها حسنا سوف انتظر وحتى الان انتظر وقد تنتصر ثورتنا قبل استلام الدعم من الام تيرزا "و انا في انتظارك مليت" وحتى اليوم لم ولن نتلقى اي دولار من المجلس الاخوانجي الحلبي الساقط وغليونه المحروق ولا دولار واحد لدعم الثورة و الجيش الحر"والله على ما اقول شهيد " ، طبعا فورا بحثت عن السيرة الذاتية للمدعو " الحراكي " فوجدت انه سني متشييع و احد ازلام "عقاب صقر" ويعمل حاجب عند امين صندوق المجلس الحلبي "احمد رمضان" ضابط استخبارات "وفيق صفا " في حزب الشيطان الشيعي اليد اليسرى لرأس المخابرات النصيرية الاسدية " محمد ناصيف" وهدفهم من تلك الاتصالات فقط لشراء ولاء الضباط في الداخل " للعميد المندس صاحب " كشك الشيخ" لبيع الاخبار في الخيمة التركية في هاتاي ، سألت البسمة عن ما اذا كانت تلك المساعدات مشروطة اجابتني "البسمة" لايوجد شروط ، "ان بعض الظن اثم" لقد فكرت ان تقوم بطلب تنفيذ عمليات " اختبار" لكشف مصداقيتنا على الارض يعني مثلا ان تطلب منا " البسمة" تقديم لها عربون مصداقية وغرام مثلا مائة " رأس شبيح" او تدمير " مفرزة امنية " او احراق " دبابة اسدية" او اغتيال احد المجرمين الكبار مثلا شي " شخصية امنية نصيرية " الخ... لكن كل ذلك لا يروق للست " بسمة" ولا يجعلها تبتسم كونها تريد المحافظة على الجيش الاسدي " كمؤسسة وطنية" لضمان عودتها وحمايتها في " المنطقة الخضراء" بالمهاجرين حيث تحلم اثناء تدخينها " الغليون " ان تحرر سوريا بصدرها " العاري" لتحكمها بقوة " البسمة والدولار" لكن هيهات هيهات لقد اقسم الثوار والضباط في الداخل وخصوصا في المنطقة " الحمراء" الوسطى ان لا يدخل الى سوريا الحرة اي عضو من اعضاء المجلس الاخوانجي الحلبي المتأمرين والخائنين للثورة حتى ولو اقلع " الغليون "عن التدخين وحتى ولو قامت الام " تيرزا " من قبرها.
من مذكرات شاهد على الثورة .
عضو اللجنة السياسية لحزب الوطنيين الاحرار
الدكتور احمد جمعة
22/03/2012
