في اي حرب لا بد من دراسة موازين القوى بين المتحاربين والفرقاء وتقييم الوضع في ساحة المعركة وميدان الصراع بشكل علمي واقعي موضوعي براغماتي واستراتيجي شامل.
ثورتنا السنية في سوريا كانت سلمية في شهرها الاول وسرعان ما تحولت الى مسلحة نتيجة القمع الهمجي والوحشي للنظام، وحق الدفاع عن النفس والارض والعرض والممتلكات دفع الى ازدياد الانشقاقات في صفوف الجيش مما ادى الى تبلور حالة المقاومة المسلحة للنظام لحماية المتظاهرين المدنيين العزل وبعد احتلال النظام لمعظم المدن والبلدات والاحياء السنية المنتفظة تحولت الثورة الى حرب دفاعية تخوضها الاكثرية السنية بصدورها العارية واسلحة خفيفية وامدادات ضعيفة وتمويل شبه معدوم ومعارضة مفككة ومتأمرة وانتهازية يرافقه صمت وتخاذل عربي واسلامي ودولي ضد النظام الاسدي العنصري الشيعي الارهابي الفاشي الذي يملك ويستخدم جيش واسلحة ثقيلة وفتاكة ونظام استخبارات قوي جدا وامدادات عسكرية غير منقطعة وتمويل دائم ودعم دولي واضح تبلور باستخدام الفيتو المزدوج مرتين.
العالم بعد الحرب العالمية الثانية تحكمه خمس دول " الدول المنتصرة " دائمة العضوية في مجلس الامن وهذه الدول تفعل ما تشاء وفق مصالحها وتسأل وتحاسب وتحتل وتفعل اي شئ ولا يستطيع احد منعها ولا يحق لاي دولة الاعتراض الفعلي على تصرفات اي منها او التصدي لتلك الدول نتيجة ظروف موضوعية وامتلاك تلك الدول مكونات القوة كافة بكل المعايير وعلى باقي الدول السمع والطاعة والتناغم والتحالف مع تلك الدول ومن منظور " السمك الكبير يأكل السمك الصغير" ومن لا يروق له عليه ان يغادر الى كوكب اخر قد يجد هناك " حياة لمن تنادي " ، اذا هكذا العالم ونحن الحلقة الاضعف فيه بكل المعايير والموازين ، وبالتالي ولكي تنتصر الاكثرية السنية في سوريا لابد من الاخذ بعين الاعتبار ماورد اعلاه والنظر الى الواقع بعيون الممكن والمتاح وليس الامنيات والشعارات والاحلام ولابد من الاخذ بالاسباب ليتحقق النصر المنشود.
الشعار الجميل " ليس لنا غيرك يالله " بدون " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل... الخ اخر الاية الكريمة " لا يسمن ولا يغني من جوع ويدفع بصاحبه الى الانتحار فقط ، بعد اكتمال الدين الاسلامي وحجة الوداع وبعدها وفاة الرسول الاعظم النبي محمد (ص) انقطعت المعجزات ولم ترى الانسانية اي معجزة قط بل يسود العالم الكمال والتوازن وقانون السببية ومن هنا تاتي حتمية الاخذ بالاسباب وستبقى تلك السنن الى مشاء الله حتى يرث الله الارض ومن عليها وتقوم الساعة " ولن تجد لسنن الله تبديلا" .
يأخوتي عدونا هو النظام الاسدي ويقتلنا كل يوم وسيستمر بقتلنا حتى ولو رفعنا الرايات البيض وحدث هذا معنا بالثمانينات ومن عاصر تلك الفترة منكم يعلم التفاصيل كاملة والحرب يقودها ضدنا خامنئي وقرار ايقاف الحرب بيده وبيد اسرائيل فقط. تدعم النظام الاسدي دولتين روسيا والصين وهما دائمات العضوية في مجلس الامن لذلك علينا الاستنجاد بدولتين على الاقل مثل امريكا وفرنسا دائمات العضوية في نفس المجلس ، تدعم النظام ايران الفارسية الشيعية علنا وبكل قوتها لا بد من طلب النجدة من السعودية الدولة العربية السنية ، حزب الله الشيعي العربي وايران الشيعية الفارسية يشاركان النظام بقتلنا علنا وهم اعداء لنا من حيث العقيدة ، اسرائيل عدو ايران و عدو حزب الله وعدونا لكن" عدو عدوك صديقك " ومن حيث العقيدة اليهود هم اصحاب كتاب مثلهم مثل النصرانيين يعني المسيحيين في سوريا ولا تشارك اسرائيل بقتلنا الان على الاقل ولكن تمنع امريكا وفرنسا والسعودية التدخل لنجدتنا واسقاط النظام حتى يتم تقديم ضمانات لها بدلا عن النظام الاسدي الذي دافع عن حدودها وأمنها وباع لها الجولان ويتواصل معها سرا وينسق معها امنيا وهذا سر استمرار حكم الاقلية النصيرية للاكثرية السنية في سوريا لذلك مهادنة العدو جائز من وجهة نظر الشرع الاسلامي وهذا ما قامت به مصر والاردن قبل ثلاث عقود وهما دولتين عربيات ومن أهل السنة . النظام يقول اسرائيل عدو ويتواصل معها سرا وايران تقول اسرائيل عدو وتتواصل معها سرا اذا لا ينطبق عليهم قاعدة " عدو عدوك صديقك" حيث التناغم والتنسيق بينهم قائم ومستمر وتحت شعار المقاومة والممانعة و" شطب اسرائيل من الخارطة " .
انطلاقا من قاعدة تاريخية في جميع الحروب التي حدثت بين البشر والدول تقول هذه القاعدة " ملك وجيش لا يهزمه الا ملك وجيش اقوى منه " لابد من البحث عن الحل لتحقيق توازن معادلة الانتصار والحل الوحيد على الاقل من وجهة نظري ونظر الكثير ممن يشاركني القناعة انه يكمن بالطلب من اسرائيل علنا وليس سرا ان ترفع يدها عن النظام الاسدي لكي يتشكل التحالف الدولي الامريكي الفرنسي السعودي لخلع المنخور بشار ونظامه وجيشه وتسليم السلطة الى الاكثرية السنية باقل كلفة واسرع زمن ممكن، وبعدها تسليح الجيش الحر لمتابعة عملية التحرير على الارض وكلنا يعلم علم اليقين ان اسرائيل تقود العالم وتتحكم بقرار كافة الدول ومن وراء الكواليس ومن لا يعرف او يعترف معنى ذلك انه " يغرد خارج السرب"،
موضوعيا مهما تم تسليح الجيش الحر قبل ان يتم توجيه ضربات جوية عسكرية قاضية على الجيش الاسدي المحتل للمدن السنية لا جدوى منه ولا يوجد اي توازن عسكري بين الجيش الاسدي الذي يملك طائرات ودبابات وصواريخ واسلحة كيميائية وجرثومية وثكنات عسكرية وخطوط امدادات غير منقطعة بينما الجيش الحر ان تم تسليحه فهو عبارة عن سلاح فردي خفيف للدفاع عن النفس وحماية البيوت ولا يستطيع اسقاط النظام عسكريا وبالقوة وكلنا يعرف وشاهد كيف تم اسقاط القذافي ونظامه وصدام ونظامه وميلوسيفيتش ونظامه والتاريخ يبن انه تلك الانظمة الدكتاتورية لا تسقطها الا دول وتحالفات دولية اقوى منها ومن يمنع تشكيل تلك التحالفات هو طبعا اسرائيل وهي تنتظر ان يتم الطلب منها وتقديم الضمنات لها وعقد اتفاق سلام معها .
لقد كتبت مقال بتاريخ 14/11/2011 بعنوان " عباءة حمد العربية مع غليون المجلس الاسلامي تكفي لخلع المنخور بشار ؟؟؟؟ اس ام اس من نتنياهو وبس !!!! http://ahmadjoma.blogspot.com/2012/02/sms_4850.html
هل بعد مرور خمس اشهر على تلك المقالة تغير اي شئ على الارض ؟؟؟ ام ما نزال نكابر ونركض وراء السراب ونردد " ليس لنا غير يا الله " والله سبحانه وتعالى امرنا ان نأخذ بالاسباب ونساعد انفسنا اولا حتى يساعدنا حيث السماء لا ولن تمطر ذهبا وانتظار "جيش من الملائكة " يحارب معنا اتصور لن يغير سوى عدد الاصفار التي على يمين ارقام احصائيات ضحايا الثورة لذلك معادلة الانتصار هكذا اراها باختصار...
حزب الوطنيين الاحرار السوريين
الامين العام
الامين العام
الدكتور احمد جمعة
حمص
حمص
11/03/2012
