(عيب, كلنا اخوة في هذا الوطن)
صاحب هذه المقولة هو الرئيس السوري السني السابق أمين الحافظ الذي حكم سوريا ما بين عام 1963 و 1966 , وكان مناسبة هذه المقولة: ان ضباط الاقليات الكبار في الجيش السوري قاموا في عهده بتسريح كثير من الضباط السنة وترفيع الضباط من الاقليات ليسهل عليهم السيطرة على الجيش وبالتالي على البلد كله, فحذر بعض السوريين السنة المتيقضين الرئيس امين الحافظ لهذه الخطة فرد عليهم (عيب, كلنا اخوة في هذا الوطن) وقصده انه لا فرق بين سوري وآخر على اساس طائفي , وعندما انقلب عليه هؤلاء الضباط وهرب الى العراق على حمار لقبه السوريون بأبو عبدو الجحش, لأنه كان غافلا عما يحاك ضده وضد البلد والذي بسببه وصل النصيريون الى الحكم عام 1970 ,
الغريب هنا ليس بأبو عبدو الجحش, "فربما كان اول حمار يقع في هذه الحفرة" , بل الغريب هو فصيلة الجحاش الذين جاؤوا بعده ليركبهم النظام النصيري منذ ان استلم الحكم الى اليوم , ولم يصحوا ولم يعوا بعد انهم مجرد جحاش عند هؤلاء النصيريون , فكل مجازر النصيريين في اهل السنة منذ 40 سنة والى اليوم لم تفقد هؤلاء الجحاش جحشنتهم بل زادتهم جحشنة, ليس هذا فحسب, فالجحشنة السنية السورية لم تقتصر على من يركبهم النصيريون , فقد انتقلت عدوى هذه الجحشنة الى المعارضة , فمازال بعض المعارضين الى اليوم يردون على مقولة انها حرب باطنية نصيرية على الاسلام بـ "عيب , كلنا اخوة هذا الوطن" وان الوطن للجميع!!
وللأسف ايضا لم تقتصر هذه الجحشنة على العلمانيين السنة فحسب, فالجحشنة عند هؤلاء هي بالفطرة "على عكس علمانيو الاقليات, الذين يعرفون متى يكونوا علمانيون ومتى ينحازون الى طائفتهم" , انما امتدت العدوى الى بعض السنة ممن يحسبون على التيار الاسلامي المتشدد , فالاخوان المسلمون مثلا قدموا في بيانهم الاخير حول رؤيتهم لسورية المستقبل بأنها دولة مدنية تعددية يتساوى فيها الجميع امام القانون (الى الان لا غبار على هذه الكلام), وان منصب رئيس الجمهورية من حق الجميع حتى لو كانت امرأة مسيحية!! (يعني دستور حافظ الاسد "مع انه لم يطبق" كان فيه شوية انصاف للأكثرية بأن دين رئيس الدولة هو الاسلام), وهيك بنكون ظلمنا ابو عبدو الجحش على جحشنتو , فهو على الاقل تنازل عن الجيش , اما هؤلاء فيريدون التنازل عن السلطة بأكملها وبضمان رسمي فقط ليرضوا الغرب والشرق ويقبلونهم كسوريون وبحقهم في العيش في وطنهم سوريا , لا اخفي سرا بأني كنت ارى بالاخوان المسلمين بصيص امل بأنهم الممثل السياسي للمسلمين السنة في سوريا المستقبل , لكن بعد هذا البيان لم اعد ارى فيهم سوى تجار سياسة على حساب الدين, ومن يتنازل عن ثوابت دينه يمكن ان يتنازل عن أي شيء مستقبلا,
واخيرا اقول: لكل داء دواء الا الجحشنة اعيت من يداويها في سوريا.
بقلم تيم حاوي
عاشت سورية سنية حرة مستقلة
حزب الوطنيين الاحرار السوريين
اللجنة الاعلامية
حمص
18/06/2013
عاشت سورية سنية حرة مستقلة
حزب الوطنيين الاحرار السوريين
اللجنة الاعلامية
حمص
18/06/2013