ثورة السوريين... سُنية أم طائفية؟


ربما يجيب البعض على سؤال الثورة السورية بأنها ثورة وطنية، وهي إجابة مشوهة خرجت من ركام الفكر القومي العلماني، وانتعشت في ظلال حكم الأقلية بعد أن طُمست الهوية السنية للبلاد وجُرد الشعب من انتمائه الديني. لقد جاءت الثورة مبددة للأوهام مفندة للأكاذيب والأباطيل التي فرضها المتسلط الطائفي وأكره الناس على التصديق بها والتسليم لها تحت وطأة البطش والظلم. في السابق كانت الطائفية تهمة حصرية بالسنة (الاسلام) دون الأقلية العلوية التي تفرض حكمها المطلق وتمارس التمييز والاقصاء بأسوء أشكاله وأبشع صوره.
 أما "الوطنية" (الوشاح الخارجي للحكم الطائفي)، فهو مفهوم يسع الأقليات وكل من نبذ دينه وأعرض عن تاريخه وتراثه وكفر بمبادئه من أبناء السنة، وبالتالي فإن أي مواطن متدين متمسك بحضارته وهويته فهو عنصر طائفي مهدد للتوافق الاجتماعي والتعايش السلمي. ولذلك وجد أهل السُنة أنفسهم (بعد الثورة) غرباء في وطنهم، تحيط بهم تهم الخيانة والمؤامرة والاتصال بالأجنبي، فوطنهم لا يسعهم ولا يسع إلا من رضخ لدين الأقلية وحكم الطائفة العلوية.
 دفع السنة ضريبة التمرد على شريعة العلويين فكان جزاؤهم التقتيل والتشريد، ولا أجد غرابة في سلوك النظام الحاكم فهو يؤدب الخارجين على القانون العلوي وكأنه يقول: لقد بايعتموني ورضيتم بي فلماذا تنقضون بيعتكم وتخرجون على أميركم! ولو بحثنا عن العنصر الجديد الذي أحدث هذه الثورة العظيمة والانقلاب الكبير والقوة التي بعثت السُنة من قبورهم بعد نصف قرن من ظلمات الذل والظلم والموت، فلن نجد سوى 
"التمسك بالدين والاعتصام به". في بادئ الأمر حاول السنة رفع شعارات تسترضي الأقليات وتهدئ مخاوفهم كـ"الشعب السوري واحد" لكنهم غفلوا عن كون هذه الأساليب الدعائية أصبحت في قبضة النظام ولا يحسن استخدامها غيره لأنها صُممت لتكون بيده، ومما أكد ذلك أن الدعوات الوطنية لم تفلح في جذب العلويين والدروز والمسيحيين، وسرعان ما تحولت المطالبة بالاصلاحات إلى إمارات سلفية ومخططات للقضاء على الأقليات!
 كيف أنقذت الأقليات نظامها؟
 قبل الإجابة على هذا السؤال لابد من طرح سؤال آخر:
 ما هي الأسباب التي تدفع الأقليات للثورة على النظام؟ ولو أطلنا البحث فلن نجد أي حاجة حقيقية للثورة وازالة النظام (من وجهة نظر الأقليات) فهو يوفر لها الأمن والاستقرار والحماية - وهذا وحده كفيل بأن يجعلها مستمسكة به مستميتة في الدفاع عنه. وحتى المتضرر من الدكتاتورية والفساد فإنه لن يقدم على خطوة متهورة غير معلومة النتائج والعواقب، لأنه لن يضمن أن يأتي نظام آخر يدافع عن الأقليات. كان بإمكانهم المشاركة في الثورة والمساهمة الفاعلة في إسقاط النظام لو كانت هناك نوايا صادقة وانتماء وطني حقيقي، وحينها لن يسع أهل الانصاف انكار نضالهم وجحد فضلهم، لكنهم غلّبوا الحقد الطائفي والمخاوف المفتعلة وتمسكوا بالظلم هرباً من العدل وليس هرباً من الحال المجهول. فلو كانوا فعلاً يبحثون عن دولة مدنية ونظام ديمقراطي لثاروا كما ثار شباب مصر في ميدان التحرير الذين كانوا ينشدون الدولة المدنية ولم يعلموا أن الأمور ستؤول الى الإسلاميين، فنحن لا ننكر مجهودهم ونُقر بأن وجودهم كان أقوى من وجود "الإخوان" والجماعات الدينية، ولا يحق لأحد أن يقول أن ثورة 25 يناير كانت اسلامية سنية وذلك إنصافاً لدعاة المدنية الذين كانوا عنصراً أساسياً وفاعلاً فيها، ولم نسمع خلال الثورة أي دعوات تحذر الشباب من وصول الاسلاميين الى الحكم وإنما كان الجهد منصباً على ازالة حسني مبارك عن عرش مصر.
 ليس من الصواب القول بأن النظام تمكن من استمالة الأقليات في معركته، وإنما وجد فيهم أرضية مناسبة ونار حقد مستعرة ومخاوف موجودة تحتاج الى من يذكيها ويؤججها ويدعمها، فالأقليات هي سلاح النظام قبل أن يأتيه دعم ايران روسيا والصين وتواطؤ الغرب.
 لقد وجد النظام عقولاً تتقبل الكذب المفضوح وتقتنع بالدجل الاعلامي الذي يوافق أهوائها وأحقادها، فهو لم يُكرههم على خوض معركته بل تطوعوا معه واحتشدوا وراءه ليس جرياً وراء المال فحسب وإنما إرضاء لشهوة الحكم والتسلط. لا يمكن الدفاع عن الأقليات وتبرير خيانتها على نحو مقبول، لأن موقفها جاء منسجماً من أقليات المنطقة والغرب المسيحي المدافع عنها والمتفاهم معها، فحينما نكذب على شعبنا ونحاول إقناعه بأن العلوي والمسيحي كان سباقاً الى الثورة قبل السني فإننا نهين آداميته المكرمة بالتمييز لأننا نجبره على أن يكذب عينه وعقله وما كان يعايشه ويعاينه ويدركه. لم يكن موقف الأقليات الدينية على نسق واحد، وإنما كان هناك تباين يتفق مع الموقف الإقليمي والدولي، فالعلويون كانوا رأس الحربة لأنهم ولاة الأمر الذين يخشون ضياع الملك والسلطة، وظهيرهم الاقليمي هم الشيعة فكانت فزعتهم سريعة ونجدتهم عاجلة ومساهمتهم فاعلة.
أما الدروز فجاءت مشاركتهم في القمع متناسبة مع حجمهم السكاني وتمثيلهم في الدولة، وظهيرهم كان دروز لبنان والجميع ملتف حول الحاكم العلوي رغم الخلافات المحلية والمشاكل الداخلية، أما المسيحيون فاكتفوا بالقعود والتخاذل، لتتناسب خيانتهم مع التواطؤ الدولي والخذلان الغربي للثورة.
لا يمكن لها أن تكون إلا سنية !!!
 تعيش سوريا صراعاً داخلياً بين فئتين: فئة تحرص على إبقاء البلاد في حالة من عدم التوازن وانتعاش الطوائف على حساب السنة، وأخرى تسعى لاسترداد حقها الشرعي وإعادة التوازن، واسترجاع الأرض والسيادة، وإخضاع الجميع لقانون العدل وليس لدستور الأقليات. في ضوء هذه القراءة وحدها نتمكن من تفسير الدموية والهمجية، ولماذا تغتصب الفتيات السنيات وينحر الطفل، ويهان المقدس ويُطرد الناس عن أرضهم. إن الأمن والاستقرار المفروض على سوريا قبل الثورة كانا بسبب غياب الدين والهوية السنية، فهو استقرار صنعه السنة بتخاذلهم وصمتهم، ولذلك لما استفاقوا وانتبهوا من غفلتهم وجدوا ملكهم يقتسمه الطوائف وشراذم الأقليات وهم يعانون العزلة والغربة. لم ينتفض السنة ويستأسدوا في طلب حقهم المضيع، وإنما اكتفوا بـ "السلمية، الحرية، العدالة، الاصلاح" لكنهم جاءوا في وقت متأخر فهذه المطالب أصبحت طائفية ومحرّمة عليهم في بلاد لم تعد ملكهم فهي بلاد "التنوع والتعدد". لقد رهنت الأقليات حقوقها وأمنها ببقاء السنة تحت ذُل السيف والخوف فكان لزاماً أن تصل المواجهة الى هذه الدموية.
 ان الثورة السورية لا يمكن لها إلا أن تكون سنية لانها تعبر عن إرادة الشعب السني وتمسكه بدينه وعقيدته، وتتمرد على الاختطاف الشيعي للبلاد الأموية.
 خصوصية الشام !!!
يخوض أعداء الثورة حربهم المقدسة ضد الشعب السوري، فالشيعي يقاتل النواصب أحفاد بني أمية ، والغرب المسيحي يخشى من الإسلاميين، وروسيا تحذر من نظام سني، فالوقوف في الميدان بأسلحة الوطنية المزيفة والمدنية الطائفية والعلمانية المسيحية يعني الانتحار ودفع الثورة الى الانهيار.
 إن موقع بلاد الشام في ديننا عظيم، ولذلك ظلت منذ يوم الفتح الأول قلعة للدين وعاصمة لامبراطورية الاسلام، وعلى أرضها اقتتل المسلمون مع ملل الكفر
 (النصرانية الرومية، والتتار، والباطنية الشيعية، والصليبية الاوروبية)، وقد أخبرنا الشرع بأنها ستبقى معقلاً للدين حتى قيام الساعة. فمكانتها الدينية والسياسية توجب على أهلها تحمل المسؤولية والارتقاء الى مستوى المواجهة وقد وجدنا ذلك بحمد الله تعالى بعد أن ظن اكثرنا أن الدين قد اندرست معالمه وأن التشيع سيكتسح أرض الأمويين بدون مقاومة شعبية أوانتفاضة أهلية. 
ثورة على غرار "بدر"
 لو علم الثوار والمتظاهرون أن خروجهم الأول سينتهي الى هذه الحال لما خرجوا، ولكن أمر الله سابق ولا راد لقدره سبحانه، ونذكر في هذا المقام قول الله تعالى في غزوة بدر {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون * يجادلون في الحق بعدما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون} وقال تعالى {وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين *
ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون}.
 أرادها الثوار احتجاجات تقليدية وأرادها الله تعالى حرباً مصيرية ومواجهة فاصلة يفضح فيها كل القوى المناوئة والمخالفة للإسلام {ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة} ولا مفر من الاعتراف بأن الشرق والغرب لم يجتمع ضد الثورة إلا بعد أن اجتمع الثوار على دينهم وكتاب ربهم وشرع نبيهم يريد المرء أن يُعطى مناه ***
 ويأبى الله إلا ما أرادا لما سطعت شمس السُنة فضحت المجاهد اللبناني والمقاوم الشيعي، ومحرر الشعوب الأميركي، وداعية السلام الأوربي، وشريك الوطن "العلوي"، وأفاعي "الأقلية" المتعايشة مع ذل السنة وخنوعهم.
 ماذا يعني القبول بثورة طائفية؟
 بعد أن تقرر أن "الطائفية" متجذرة بأبناء الأقليات ومقترنة بخونة الطوائف التي شيدت ملكها على خراب البلاد وشقاء أهلها، فإن القبول بتدنيس الثورة بطائفيتهم وإشراكهم في شرف لم يكونوا من أهله وحزبه هو كالقبول بتنديس البيت الحرام برجس المشركين وقد قال الله تعالى
{إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا} والتفريط بشيء من أرض الشام لصالح الأقليات وممثلي المصالح الإقليمية والغربية من الطوائف هو تفريط بأرض الأنبياء المباركة ومهاجَر إبراهيم ومهبط عيسى بن مريم ومعقل أتباع النبي الأمي الخاتم محمد –عليه الصلاة السلام- آخر الزمان.
 علينا أن نعذر القوم في قولهم "سنحرق البلد" فهم يعلمون أن الارض ستعود لأهلها وسيستردها أصحابها الشرعيين، فهذه ثورة لم تكن إلا سنية ومن أرادها غير ذلك فهي نكبة ونكسة ستعمق الجرح وتُغرق البلد في مزيد من الظلم والحقد الطائفي.
 سترجع البلاد لأهلها بإذن الله وستذهب هيمنة الافكار الطائفية ولن يكون للوطنية إلا معنى واحد وهو التمسك بالهوية السنية والدفاع عن حقوق أهلها، أما عار الطائفية فسيدمغ كل من ادعى الحرص على مصالح وحقوق الأقليات وسعى لتثبيت قدم الإيرانيين والغربيين في بلاد الأمويين.
  التأليف والإعداد:
 الاستاذ كاظم الربيعي
 د. احمد جمعة
الامين العام لحزب الوطنيين الاحرار السوريين
 حمص 
18/06/2012

الدكتور أحمد جمعة

برنامج مجلس الطائفة السُنّية في سورية أولوية في الوظائف الحكومية وراتب بطالة لكل أسرة وقطعة أرض ولوح طاقة شمسية وفوقها حبة مسك. ليش؟ هيك أنا طائفي! في سوريا المتجددة ستكون الأولوية تنفيذ مشروع تنمية مستدامة: 1. حل الجيش والأمن وتوزيع السلاح على الطائفة باشراف وتدريب ضباط البلديات، في الإسلام كل الشعب جيش يوفر 75% ميزانية 2 . تعليم جامعي إلزامي، ضمان صحي، سكن للشباب، ماء كهرباء انترنت مجاني 3 . ميزانية مستقلة لكل البلديات، وسائل إعلام، مشيخة الإسلام في الشام 4. ضرائب 0 جمارك 0 بنوك 0 ادفع الزكاة في البلدية تعيش بكرامة وحرية 5. أجر ساعة العمل كحد أدنى 10$ في كافة القطاعات، أمومة النساء سنتين 6. قطع دابر الفساد وأموال "هوامير البلد" لتمويل فرص عمل في البلديات! 7. سلام مع كل دول الجوار سورية منطقة حرة ضمان استقرار يجلب الاستثمار 8. تحفيز استخدام طاقة شمسية شراء فائض كهرباء تعريفة خضراء 0.1$/kWh 9. برمجة وأتمتة قطاع الزراعة ودعم المزارعين = الأمن الغذائي الذاتي 10. مكافحة إرهاب الأقليات الطائفية وتجريم من ينكر المحرقة السنية. خادم الطائفة السُنّية في سورية الدكتور أحمد جمعة

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال