بسم الله الرحمن الرحيم..
كل يوم نقف امام شلالات من الدماء السنية الطاهرة التي تراق على امتداد الوطن كله مذهولين عاجزين نبحث في قواميس الانسانية عن مفهوم " الوطنية" بين من يتشدق بها وبين من يجسدها على ارض الواقع، من يتشدق بها هم المؤمنون النصرانيون " المسيحيون" والعلمانيون" الملحدون" ومن يجسد الوطنية هم الاكثرية السنية المقاتلة من اجل الحرية التي تروي كل ذرة تراب في سوريا بدماء ذكية غالية تعادل عندنا "الكون" كله.
الوطنية - نسبة عدد الشهداء والجرحى والمعتقلين والنازحين واللاجئين المضلومين
الوطنية - كمية الدم التي يدفعها اهل السنة في سوريا.
يخرج علينا كل يوم عشرات من الاخوة والاخوات النصرانيون والنصيريون الكرام من وراء " المحيطات" يعطونا دروس في "الوطنية" متشدقين حالمين في دولة " المواطنة " التي يفهموها انها واجب الاكثرية السنية تقديم القرابين والضحايا على "مذبح الحرية" ومن حقهم جني الثمار فقط والمزاودة " افتراضيا" على الوطنيين الاحرار السوريين.
سبب كتابتي هذا المقال هو تهكم احدى الاخوات الفاضلات من " النخبة الوطنية الاكاديمية" التي تريد كل شئ لطائفتها دون ان تقدم طائفتها اي شئ " علميا تسمى هذه الحالة بالطفيلية"، وعندما نقدم لها بعض الاحصائيات كدليل على ان ثورتنا سنية بامتياز ترد علينا واقتبس حرفيا من ردها:
"هل تود اقامة دولة سنية؟ هل هذا ما تسعى اليه؟ ماهي اهدافك بالضبط فانت تتحدث بغموض. هل تسعى الى تجريم و تهجير الطوائف الاخرى او انك ستعتبرهم من اهل الذمة و مواطنين من الدرجة الثانية؟ انا معجبة بارقامك ولكنها لا تساوي شيئا اذا كنت لا تستطيع الاجابة عن هذه الاسئلة. واذا كانت اجوبتك نعم الدولة سنية (اي ان حتى الطوائف الاسلامية الباقية هي درجة ثانية) فانت تسعى الى اقامة نظام عنصري واذا كانت هذه هي الثورة فانها حكمت على نفسها بالفشل".
تصوروا يارعاكم الله اذا كانت ارقامي لا تساوي شئ وارقامي كانت التالية :
" عدد الشهداء من السنة اكثر من 16000 شهيد بموجب الاحصائيات الرسمية وعدد الجرحى اكثر من 20000 وعدد المعتقلين اكثر من 100000 وكلهم من السنة واعداد النازحين في الداخل حوالي مليون نازح من السنة واعداد اللاجئين في دول الجوار تجاوزت الخمسين الف كلهم من السنة " ، نعم بالنسبة لها كل تلك الارقام لا تساوي شئ كونها سيدة مسيحية غير طائفية"وطنية" ولا يهمها حجم التضحيات السنية ، اما انا سني " طائفي" كوني ادافع عن كل قطرة دم سنية ، بالتالي معيار " الوطنية " عند هؤلاء المواطنيين الافاضل من الاقليات هو حقوق فقط وليس واجبات، تماما مثلما قالها اليهود لنبينا موسى " اذهب انت وربك فقاتلا فنحن هاهنا قاعدون ".
في سوريا الان القاتل نصيري "علوي" والمقتول سني والصامت نصراني " مسيحي" ،
نعم هذا هو حالنا وهذه هي " الحقيقة المرة " التي لا تروق لاحد.
في دول الجوار مثلا لبنان هناك احزاب مسيحية بامتياز " الكتائب والقوات اللبنانية" واحزاب شيعية بامتياز " حزب اللات وأمل" لكن لا يوجد حزب واحد سني والسبب هو لكي لا يقال عنا نحن أهل السنة اننا طائفيون وكرمال " اللحمة الوطنية"، حزبنا حزب الوطنيين الاحرار السوريين تأسس منذ بداية التسعينيات وكان سري طبعا للغاية - هو حزب "طائفي" بامتياز بمفهوم الاقليات التي تمارس الطائفية كل يوم وتنادي "بالوطنية" ، نحن صوت الاكثرية الوسطية السنية في سوريا وندافع عن حقوق طائفتنا السنية والسنة اولا وسوريا اولا شعارنا :
الحرية، العدالة ، السلام .
نرحب بجميع الراغبين بالانتساب لهذا الحزب والشرط الوحيد هو ان يكون الراغب بالانتساب من أهل السنة السوريين.
من حذف نفسه او يحذفني من صداقته اشكره كوني اعتبر الصداقة هي ان تكون صادق مع نفسك اولا وانا اكتب قناعاتي الانسانية والحزبية بكل صدق شكرا لكم جميعا.
الامين العام لحزب الوطنيين الاحرار السوريين
د. احمد جمعة
حمص
01/06/2012
