هل إيران بحاجة الى الطاقة النووية ؟؟؟


من الناحية الاقتصادية:

يقول الاقتصاديين في ايران ان الدوافع الاقتصادية وراء سعيهم امتلاك التكنولوجيا النووية لاستخدامها في المجالات السلمية للحصول على الطاقة الكهربائية وان هذا التوجه له جدوى اقتصادية !!! ولكن بموجب المراجع العلمية ذات الصلة إيران تحتل المركز الثاني في العالم، بعد روسيا الاتحادية، من حيث احتياطي الغاز الطبيعي وفي مجال النفط، بلغ احتياطيها لعام 2004 بـ 17199 مليون طن، وبذلك فهي تحتل المركز الثالث بعد العربية السعودية وكندا. في المقابل لا تملك إيران سوى مكامن محدودة من اليورانيوم اللازم لإنتاج الطاقة النووية حيث تحتل إيران المركز الثاني عشر بين الدول المنتجة لليورانيوم، وإن كل ما تملكه من اليورانيوم النقي، لا يكفيها إلا لبضعة سنوات لسد حاجة محطة بوشهر الكهرونووية فقط. هذا فضلاً عن التكلفة الكبيرة لإنتاج اليورانيوم الخام وسعره المرتفع في السوق العالمي، مما قد يعني أن إيران لن تستطيع الحصول عليه، إما لأسباب مالية أو بسبب الحصار المفروض عليها ، مما سيحرمها من إمكانية شراء هذه المادة من السوق العالمية. من هنا فإن إنتاج الطاقة النووية في إيران غير مجدي اقتصادياً، وخاصة أن المحطات البخارية والغازية العاملة فيها تنتج 55% من الإنتاج الكلي للطاقة فيها. وإذا ما تم تحديث هذه المحطات فإن بإمكانها رفع إنتاج الطاقة الكهربائية إلى ما يعادل إنتاج 20 محطة كهرونووية شبيهة بمحطة بوشهر. كما أن تكاليف تحديث المحطات الكهربائية العاملة فيها لا تشكل أكثر من 6 مليار دولار، في حين تبلغ كلفة بناء محطات نووية تنتج نفس المقدار أكثر من 30 مليار دولار. فتكلفة بناء محطة كهرونووية واحدة تبلغ 1.5 مليار دولار وهي تعادل ثلاث مرات تكاليف بناء محطة كهروغازية ". وكالة الطاقة الذرية " EIA " عام 207 قدمت دراسة علمية هامة واعطت تحليل وتوقع لسوق الطاقة العالمي  حتى العام 2030 ومقارنة بين مختلف مصادر الطاقة " النفط ، الفحم ، الغاز الطبيعي ، الطاقة النووية ، الطاقة المتجددة " من ينظر الى  المخطط  البياني /ملحق 1/  يلاحظ زيادة الطلب على مصادر الطاقة التقليدية النفط والفحم والغاز الطبيعي من بداية عام 204 والتوقع باستمراره حتى عام 2030 ، ويلاحظ كذلك زيادة الطلب على الطاقة المتجددة بنفس الوتيرة تقريبا، بخصوص الطاقة النووية لا يلاحظ زيادة في الطلب عليها وانما شبه ركود لوتيرة الطلب وهذا يدل على انه لا يوجد مستقبل للطاقة النووية  حيث اثبتت عدم جدوها الاقتصادية ، لذلك روسيا الاتحادية تسعى الى بيع ايران ما تبقى عندها من مفاعلات نووية وبقايا تكنولوجية نووية قديمة ذات كفاءة منخفضة وكادر علمي غير مطلوب وغير مرغبوب به واصبح عبئ على القيادة الروسية وقد تتحول ايران الى "مكب نووي " لجميع الدول النووية .

من الناحية البيئية:

يقول الايرانيين نريد طاقة بديلة نظيفة بيئيا والطاقة النووية " صديقة للبيئة" ، نحن نعتبر ان الحديث عن الوقود النووي كصديق للبيئة هو حديث قاصر، إذ أنه يركز فقط على القدرة الطاقية و"نظافة" الاستخدام، ولكنه يتجاهل أمرين في غاية الخطورة: 
الأول: هو كيفية التخلص من النفايات النووية، وهذه هي أخطر وأكبر مشكلة تواجهها الدول النووية، لما لها من مخاطر بيئية كارثية، عدا عن أعبائها المادية الباهظة وضرورة امتلاك الأساليب التكنولوجية وتقنياتها بالغة التعقيد والتكاليف من أجل التخلص من هذه النفايات، التي تستمر إشعاعاتها لقرون عديدة. 
فهل فكرت وخططت إيران لكل هذه العواقب؟ وهل تمتلك ايران إمكانية حل هذه المعضلة التي عجزت عنها كبرى الدول النووية مثل روسيا والولايات المتحدة الامريكية وفرنسا والمانيا واليابان وغيرهم؟
الثاني: هل لدى إيران إمكانية الصيانة والتدعيم المستمرين للمفاعلات والذي يكلف أعباء مالية وتكنولوجية باهظة وبشكل دائم وليس مؤقت، أم ستترك الأمر للزمن وتكرر أخطاء أوكراينا في مفاعل تشرنوبيل والكارثة التي سببها وما تزال عواقبها سارية حتى الآن وستستمر لفترة غير قصيرة؟ انا اعرف ادق التفاصيل عن مفاعل تشرنوبيل كوني مواطن اوكراني من اصل سوري واعيش في اوكرانيا قبل ان حدثت الكارثة وعندما انفجر المفاعل رقم /4/ بتاريخ 26 نيسان 1986 قريب لي / اخ زوجتي / شارك في اخماد الحريق في تشرنوبل وعمليات الانقاذ هناك وبعدها عمل لفترة طويلة حتى اصبح مريضا ويعاني من اثر الاشعاعات حتى اليوم وحالته الصحية من سئ الى اسوء ، لذلك اعرف ادق التفاصيل عن الضرر البيئي الذي يخلفه اي خطأ في مفاعل نووي يؤدي الى انفجار المفاعل ، وما حدث في انفجار مفاعل محطة فوكوسيما بعد حدوث الزلزال في اليابان في بداية العام الحالي وحدوث الكارثة والمأسة وموت الاف البشر وهل هناك احد في العالم يشك بجودة ووثوقية انظمة السلامة والأمان اليابانية اوكفاءة ودقة الكادرالفني الياباني الذي يعتبر على مستوى العالم الاعلى والامثل " معيار اي اتالون" .
إن القرار النووي ليس كغيره من القرارات وعواقبه لن تمس فقط صانعيه وإنما أجيال كثيرة، لا بل الإنسانية برمتها فيجب أن نكون حذرين، وللشعوب تجارب مأسوية في هذا المجال، فالكارثة النووية لا تفرق مابين قنبلة نووية أو تسرب من مفاعل نووي، وهل يمكن لنا أن ننسى ما حدث في هيروشيما وناغازاكي في اليابان، وتشرنوبيل في أوكراينا، وجزيرة رودايلند في الولايات المتحدة الأميركية، ومفاعل فوكوسيما، والمخاطرالتي تلف مفاعل دينونة الإسرائيلي الذي انتهى عمره الفني ولا أحد يعرف ما هو مصيره المستقبلي ولا يمكن تقدير مدى مخاطره التي ستؤثر على الأقل على كل منطقة البحر الأبيض المتوسط.
لكل هذه الأسباب أخذت العديد من الدول التي تستخدم الطاقة النووية تعيد النظر في استغلالها لهذه الطاقة، وانتقلت إلى بناء محطات كهروغازية، وهي الأرخص والأقل تلويثاً إلى جانب مصادر الطاقة النظيفة الأخرى، لتتفادى مخاطر التلوث الإشعاعي ودوامة النفايات الذرية، مثلا ليتوانيا اغلقت محطتها الكهربائية الذرية منذ سنوات والمانيا منذ زمن وبشكل تدريجي تقوم باغلاق محطاتها الكهربائية الذرية والاستعاضة عنها بمحطات الطاقات المتجددة الشمسية والريحية حيث عام 2030 تكون المانيا خالية تماما من الطاقة النووية .
من الناحية الطاقية.
تتوفر في ايران إمكانية كبيرة وطاقة كامنة هائلة جدا للاستفادة من الطاقة الشمسية بسبب أن الشمس تشرق على سماء إيران مدة 2500 ساعة في السنة مقارنة بـ 1500 ساعة في بلد مثل المانيا التي بدأت بالاستفادة من الطاقة الشمسية منذ عشرات السنيين وسوف تعتمد بشكل كامل بحلول 2050على تأمين الطلب على الطاقة الكهربائية باستخدام الخلايا الشمسية الكهروضوئية " Solar Modules"  السيليكونية "بلورية البنية c-Si " والامورفية " "لا بلورية a-Si. كما أن الطاقة الشمسية التي يتعرض لها كل متر مربع من الأراضي الإيرانية يعادل تقريبا ضعف ما تتعرض له الأراضي الألمانية ، حيث معدل شدة الاشعاع الشمسي في مدينة برلين يساوي ( kWh/m2/day 2.73)، بينما في مدينة طهران يساوي (kWh/m2/day 4.89) ، هذا يعني انه في ايران مساحة الخلايا الشمسية الكهروضوئية اللازمة لتوليد واحد كيلوا واط ساعي من الطاقة الكهربائية  تكون اقل بمرتين من مساحة نفس الخلايا الشمسية الكهروضوئية في برلين ، هذا يؤدي حسابيا الى اعتبار ان الجدوى الاقتصادية في ايران لتوليد  الطاقة الكهربائية باستخدام الخلايا الشمسية الكهروضوئية تتفوق على الجدوى الاقتصادية في برلين بنسبة 100%  ، ( للعلم فقط  في الوقت الراهن في اوكرانيا بشركة كفازار " KVAZAR "  يبلغ  ثمن الكيلوواط  من الخلايا الشمسية الكهروضوئية السيليكونية  2500 دولار بمساحته قدرها 7.5 متر مربع في حال كان معامل الخرج 14.5 %  ،  بينما يقدر ثمن الخلايا الشمسية الكهروضوئية الامورفية في المانيا بشركة ايبليدماتيريالس " Applied Materials "  بحوالي 1800 دولار وبمساحة تبلغ حوالي 10 متر مربع عند معامل خرج يساوي 10%  ).
بموجب الدراسات  التقريبية الاولية كمية الطاقة الكهربائية التي تنتجها ايران البالغ عدد سكانها 75 مليون نسمة من مختلف المصادر التقليدية والمتجددة تساوي 31000 ميغاواط  وكان من المتوقع ان تنتج لهذا العام 2011 محطة بوشهر النووية  3360 ميغاواط  لولا العقوبات الدولية المفروضة على ايران هذا يعني انا نسبة توليد الطاقة الكهربائية لو استخدمت الطاقة النووية لن  تتجاوز10.8% من اجمالي انتاج الطاقة الكهربائية، عالميا في عام 2009، شكلت نسبة الطاقة الكهربائية المنتجة من الطاقة النووية بحوالي 13-14 % من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة في العالم ، مما يدل على النسبة الصغيرة جدا في حجم استخدام الطاقة النووية لتوليد الطاقة الكهربائية. 
ايران ليست بحاجة الى الطاقة النووية للحصول على الطاقة الكهربائية كونها غنية جدا بكافة انواع الطاقة التقليدية ( النفط والغاز ) والمتجددة (الطاقة  الشمسية ) ، هذا ما اكده الرئيس محمود احمدي نجاد عندما صرح  في  طهران بتاريخ 16 مايو 2011 ونقلت شبكة "برس تي في" الاخبارية الايرانية عن نجاد قوله: " إن طهران لديها قدرة عالية في انتاج الطاقة ولدينا كميات هائلة من النفط والغاز، والتي يمكن تحويلها إلي اية انواع اخرى من الطاقة، بالاضافة إلي قدرتنا في انتاج الطاقة بكميات لا حصر لها من خلال الطاقة الشمسية". وأشار نجاد إلي أن ايران لديها القدرة لتكون مصدرا رئيسيا للكهرباء إلي دول المنطقة، مشيرا إلي أن الامة الناجحة هي القادرة على لعب دور مؤثر في الاقتصاد العالمي.
الخلاصة:
 بموضوعية علمية ايران ليست بحاجة الى الطاقة النووية، وسعي ايران امتلاك وتطويرالتكنولوجية النووية لاستخدامها كوقود للمحطات الكهربائية الذرية لا يملك جدوى اقتصادية وخاسر حتى من الناحية الاستثمارية ولا مستقبل له، من الناحية البيئية يعتبرهذا الخيار مقامرة ومخاطرة كبيرة وغير مبرر لها حيث لا يوجد في المحطات الذرية نظام سلامة وحماية أمن 100% ، من ناحية الميزان الطاقي وجدنا ان اتخاذ قرار بانشاء مفاعلات نووية وتطويرالتكنولوجيا النووية وتخصيب اليورانيوم من اجل  نسبة 14% لتغطية الطلب على الطاقة الكهربائية لا يعتبر القرار الامثل  وخصوصا وقد رزق الله ايران  نصيبها من الطاقة الاحفورية والمتجددة الذي يكفيها ويكفي حاجات كل دول الجوار .
المؤلف الدكتور احمد جمعة
خبير في مجال الطاقة المتجددة الشمسية والريحية ومنذ عام 1998عضو الجمعية الدولية للطاقة  الشمسية "ISES  " مقرها المانيا – فرايبورج ، محاضر في قسم المعلوماتية بالجامعة الوطنية للطيران/اكاديمية كيروفاغراد- اوكرانيا ، مديرمشروع  علمي بحثي في الجامعة نفسها بالتعاون مع معهد الطاقات المتجددة التابع للاكاديمية الوطنية للعلوم في كييف ، اسم المشروع " نظام دعم اتخاذ القرارلاستخدام امثل للخلايا الشمسية والعنفات الريحية في ظروف اوكرانيا DSS " .
20/11/2011
المراجع :

ملحق رقم 1.








الدكتور أحمد جمعة
الكاتب : الدكتور أحمد جمعة
برنامج مجلس الطائفة السُنّية في سورية أولوية في الوظائف الحكومية وراتب بطالة لكل أسرة وقطعة أرض ولوح طاقة شمسية وفوقها حبة مسك. ليش؟ هيك أنا طائفي! في سوريا المتجددة ستكون الأولوية تنفيذ مشروع تنمية مستدامة: 1. حل الجيش والأمن وتوزيع السلاح على الطائفة باشراف وتدريب ضباط البلديات، في الإسلام كل الشعب جيش يوفر 75% ميزانية 2 . تعليم جامعي إلزامي، ضمان صحي، سكن للشباب، ماء كهرباء انترنت مجاني 3 . ميزانية مستقلة لكل البلديات، وسائل إعلام، مشيخة الإسلام في الشام 4. ضرائب 0 جمارك 0 بنوك 0 ادفع الزكاة في البلدية تعيش بكرامة وحرية 5. أجر ساعة العمل كحد أدنى 10$ في كافة القطاعات، أمومة النساء سنتين 6. قطع دابر الفساد وأموال "هوامير البلد" لتمويل فرص عمل في البلديات! 7. سلام مع كل دول الجوار سورية منطقة حرة ضمان استقرار يجلب الاستثمار 8. تحفيز استخدام طاقة شمسية شراء فائض كهرباء تعريفة خضراء 0.1$/kWh 9. برمجة وأتمتة قطاع الزراعة ودعم المزارعين = الأمن الغذائي الذاتي 10. مكافحة إرهاب الأقليات الطائفية وتجريم من ينكر المحرقة السنية. خادم الطائفة السُنّية في سورية الدكتور أحمد جمعة
تعليقات